نام کتاب : سفينة النجاة و مشكاة الهدي و مصباح السعادات نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ أحمد جلد : 1 صفحه : 163
وظيفته و عمله و ما خلق من اجله فإذا أدى كل
عضو وظيفته جاءت الصحة و تموج في الجسم ماء الحياة و تدفق فيه نمير البهجة و
النشاط و المرح و تمكنت النفس من صحيح الأفكار فيما يجري على لسانها من القراءة و
الأذكار؛ و خشعت الجوارح و خضعت الأطراف و عرجت الروح إلى صفوف الملأ الأعلى و
استحقت الاندماج في زمر الملائكة في حظيرة القدس متجولة في صوامع الملكوت، و جوامع
الجبروت، و اطمأنت بوقوفها مبتهجة مطمئنة بمشاهدة تلك العظمة و نوديت من افق تلك
الأصقاع المتعالية يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبادِي* وَ
ادْخُلِي جَنَّتِي فهل تيقنت من كل هذا و هو قليل من كثير، و
جرعة من غدير، ان الصلاة رياضة بدنية. و رياضة روحية. رياضة معتدلة. رياضة هادئة،
و إنها تمنح الإنسان بالمواظبة على أدائها في أوقاتها الخاصة قوة الإرادة و ضبط
الوقت و حفظ النظام و رسوخ ملكة الوفاء بالعهد و صدق الوعد إلى كثير من أمثال هذه
السجايا و المزايا، فأين هذه الرياضة من رياضة الألعاب الصبيانية من النط و
القفزان، و الوثبة و النزوان، مما هو بالأطفال اليق؛ و هي بهم الصق، و هل الصلاة
إلا نظافة و تطهير، و عبرة و تفكير؛ و حركات رياضية و جهود عقلية، و مكاشفات روحية
و ايسر اثر من آثارها؛ و ثمرة من جني ثمارها انها إذا أقيمت بشرائطها و اديت
بوظائفها المعتبرة فيها و سننها المرعية بها ضمنت لفاعلها النهي عن الفحشاء و
المنكر، و لذكر الله فيها اكبر، فهل بعد هذا أيها المسلم تتثاقل من المبادرة إلى
هذا العمل العظيم؛ و الخير الجسيم الذي لا يحتاج إلى اكثر من ربع ساعة أو نصف ساعة
ثمّ السعادة الأبدية من حين القيام بها إلى قيام الساعة، و فيها للمتدبر فيها
مضافا إلى ما أشرنا إليه من المنافع الجسمية و الروحية روح و بهجة، و غذاء و لذة
قد لا توجد في شيء من لذات الدنيا و أعمالها، و لكن لأهلها و إنها لكبيرة إلا على
الخاشعين و من ذاق عرف، و من عرف وصف و من وصف انصف، و من اجل هذا و ما هو اكثر
منه جعلها الشارع بذلك المقام من الاهمية فصيرها عمود الدين و معراج المتقين و لم
يكن بين المسلم و الخروج من الإسلام سوى ترك فريضة واحدة و لو اتسع لنا الوقت و
نفست من خناقها هذه الظروف القاسية
نام کتاب : سفينة النجاة و مشكاة الهدي و مصباح السعادات نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ أحمد جلد : 1 صفحه : 163