نام کتاب : سفينة النجاة و مشكاة الهدي و مصباح السعادات نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ أحمد جلد : 1 صفحه : 158
أهم العبادات و اعظمها مكانة في الإسلام هي
الصلاة التي ان قبلت قبل ما سواها و ان ردت ردُّ ما سواها- يعني أول ما يحاسب
العبد عليه من اعماله هي الصلاة فان قبلت نظروا في اعماله الأخرى و ان لم تقبل لم
ينظر في شيء من اعماله صحيحا كان أو باطلا بل يرد الجميع و قد ورد في الحث عليها
و الاهتمام بها و تهويل العقوبة على تركها من الشارع المقدس أخبار سارت مسير
الأمثال؛ و أحاديث تندك لهولها الجبال؛ و من الغني عن البيان ان اهتمام الشارع
الأعظم و شدة بعثه على فرض من فرائضه و مشروع من مشاريعه ليس لغرض يعود إليه أو غاية
تؤول بالمنفعة عليه، و إنما هو لما يعلم فيه من ضمان الصالح العام و حفظ نظام
الجامعة البشرية و ما يتكفل لكل فرد منها من الخواص و المزايا الجسمية و الروحية،
و ما يجلب لها من الهنا و السعادة في كلا النشأتين و لما كان هذا المشروع العظيم و
التركيب العجيب حسب علم مشرعه و مخترعه و احاطته بعظمته جامعا لاسباب الكمال
الانساني؛ و السمو الروحاني، و بالغا أقصى ما يجب و يلزم لصحة الأجسام و تهذيب
النفس و تقويم الأخلاق لذلك جعل له ذلك المقام من الاهمية الذي لم يجعله لأي عبادة
من العبادات مهما عظمت، و هي مضافا إلى ما فيها من الغرض الاسمى و المقصد المتعالي
من اتصال العبد بمبدئه و عروجه بروحه إلى موجده، و هي حلقة الاتصال؛ بين المخلوق
من التراب و خالقه ذي العظمة و الجلال، نعم و هي الصلة الوثيقة و العهد المبرم
بالتكرار الذي هو كدعوة من الملك الجبار لحضور كل واحد من عبيده بين يديه لمناجاته
و تجديد العهد به كل يوم و ليلة عدة مرات فما اعظمها من رحمة و ما اسماه من عطف
نعم مضافا إلى كل ذلك و ما هو فرق ذلك مما لا تحيط بكنهه الأوهام، و لا تاتي على
بعضه فضلا عن كله الأرقام و الأقلام، مضافا إلى هذا و ما إليه من المعالي الروحية
و المقاصد الربوبية و عروج النفس إلى حضائر القدس و مواطن الكرامة نعم في هذا
التركيب الظاهر مضافا إلى ما المحنا إليه و أومأنا إليه بالإيماء البعيد الشارد؛
فيه من رعاية صحة الأجسام و دفع الأسقام و امتداد امراس الحياة ما لا يأتي عليه
البيان الا بالإشارة الموجزة و هل صورة الصلاة الا حركات رياضية رياضة بدنية رياضة
روحية رياضة معتدلة رياضة هادئة-
نام کتاب : سفينة النجاة و مشكاة الهدي و مصباح السعادات نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ أحمد جلد : 1 صفحه : 158