نام کتاب : سفينة النجاة و مشكاة الهدي و مصباح السعادات نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ أحمد جلد : 1 صفحه : 13
العدالة هي ملكة[1]
إتيان الواجبات و ترك المحرمات و تعرف بحسن الظاهر الكاشف عنها علما أو ظناً بل
يعتبر فيه أن لا يكون مقبلا على الدنيا و طالبا لها مكبا عليها مجدا في تحصيلها
كما دل عليه الخبر السالف المروي عن العسكري عليه السلام و منها الحرية على الأشهر
كما في الروضة و الحفظ و الضبط بمعنى عدم كونه كثير السهو و النسيان و كونه مجتهدا
مطلقا على الاحوط فلا يجوز تقليد المتجزي و منها الاعلمية على الاحوط فلا يجوز
تقليد المفضول مع التمكن من الفاضل و المراد بالأعلم الأقوى ملكة و الاجود
استنباطا لا الأكثر اطلاعا و حفظا نعم أكثرية الاطلاع على الأشباه و النظائر قد
يكون لها مدخلية في قوة الملكة و اجودية الاستنباط فتعتبر من هذه الجهة و لو
تعارضت فضيلة العلم مع فضيلة التقوى و الورع بعد إحراز العدالة فيهما قدم العلم و
لو كان كل منهما اعلم من الآخر في باب فالاحوط تقليد كل فيما هو اعلم فيه كما لو
كان أحدهما اعلم في العبادات و الآخر في المعاملات أو اختلفا كذلك في أقسام
العبادات أو المعاملات أو في أحكام عبادة واحدة على الأقوى و إذا تردد الاعلم بين
شخصين أو اشخاص فان أمكن تعيينه بالعلم أو الظن وجب على الاحوط و الا فلا يبعد
جواز تقليد الاعلم الواقعي الموجود فيما بينهما المعين في الواقع و ان لم بعينه و
حينئذ فما اتفقوا فيه عمل به و ما اختلفوا فيه ان أمكن الاحتياط اخذ به و الا تخير
و له
[1] هذه العبارة شائعة في كلمات جملة من الفقهاء
في تعريف العدالة أو الاجتهاد و منهم السيد الأستاذ قدّس سِرُّه في( العروة) و هي
جدا قاصرة عن افهام المعنى المراد ضرورة ان كل أحد له ملكة إتيان الواجبات و ترك
المحرمات حتى افسق الفسقة و إنما التعبير الصحيح الوافي بالإشارة إلى تلك الحقيقة
انها ملكة الإتيان بالواجب و ترك الحرام بسهولة و هذه الملكة كسائر الملكات و
الصفات الإنسانية كملكة الشجاعة و الكرم و الحلم كسبية أو وهبية فالشجاع يدخل إلى
الحرب ركضا ثابت الجنان من غير تأمل و لا روية كشيء عادي له اما الجبان فينخلع
قلبه إذا رأى السيوف تلمع و الأسنة تشرع و لا يدخل إلى حومة الوغى و لو ضربته
بالسياط فالفاسق قد يأتي بالواجب متكلفا لعدم الملكة اما العادل فهو سهل عليه
معتادٌ له بل تصعب عليه المخالفة و المجتهد الواسع إذا عرض عليه اصعب الفروع قدر
على استنباط حكمه بمجرد توجيه الفكر لإحاطته بالقواعد و الأدلة و حضورها عنده فكل
فرع يرد عليه و ان لم يخطر عليه في مدة عمره و لكنه أسرع ما يعرف حكمه و يستنبط
وجهه و لا يحتاج إلى استفراغ وسع جديد فالملكات صفات إنسانية تصدر عنها الأعمال
بسهولة فتدبره.
( الحسين)
نام کتاب : سفينة النجاة و مشكاة الهدي و مصباح السعادات نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ أحمد جلد : 1 صفحه : 13