فعليه أن يستر المؤمنين ولا يفشي أسرارهم فيما يعرف عنهم وفيما انكشف له من عيوبهم وعوراتهم، فعن رسول الله (ص) أنه قال: (من علم من أخيه سيئة فسترها ستر الله عليه يوم القيامة)[1].

وسأل رجل رسول الله فقال أحبُ أن يستر عليَّ عيوبي، فقال (ص): (استر عيوب إخوانك يستر الله عليك عيوبك) فإذا كَشَفَ سرَّ المؤمن وأفشاه فإن الله يفضحه في عيوبه وعوراته ولو في جوف بيته. قال رسول الله (ص): (لا تتبعوا عورات المؤمنين فإنه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله عوراته، ومن تتبع الله عوراته فضحه الله ولو في جوف بيته)[2].

وإفشاء السر وإذاعته هو أعم من كشف العيب، إذ السر قد يكون عيباً وقد لا يكون عيباً ولكن في إفشائه إيذاء وإهانة بحق الأصدقاء أو غيرهم من المسلمين. قال رسول الله (ص): (إذا حدّث الرجل الحديث ثم التفت فهي إهانة)[3]. وسأل عبد الله بن سنان الإمام الصادق (ع): عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ فقال. نعم قلت يعني سفلته؟ قال: (ليس حيث تذهب إنما هو إذاعة سرّه)[4].

وحرمة إذاعة سر المؤمن وإفشاؤه يعم المتكلم والسامع، وذلك لأن (الإذاعة) بالمعنى المصدري وإن كانت قائمة بفعل المتكلم لكنها بمعنى الإسم المصدري متوقفة على عدل ووجود طرفين، والحرام ليس نفس الصدور بل نفس الفعل القائم بالطرفين.

وإفشاء السر هو من رذائل قوة الغضب إن كان منشأه العداوة، ومن رذائل قوة الشهوة إن كان منشأه تصور نفع مالي، أو مجرد اهتزاز النفس بذلك لخبائثها

[1] الترغيب والترهيب 2/ 293

[2] بحار الأنوار 75/ 214

[3] سنن أبي داود 4/ 189، فيض القدير 1/ 329

[4] بحار الأنوار 15/ 175/ باب تتبع عيوب الناس، وسائل الشيعة 18/ 608 باب( 157) من أبواب العشرة.