نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس جلد : 1 صفحه : 384
وقد أوجب الله تعالى في محكم كتابه العزيز في آيات عديدة وجوب
الدفاع بالنفس والمال، وإن التثاقل عن القتال حين الدعوة إليه يعتبر إثماً يوبخ
فاعله عليه، قال الله تعالى: [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا
قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ
أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ][1].
فليس من شأن المؤمنين بالله واليوم الآخر الذي يكون فيه الأجر الأكمل على الأعمال
ولا من عادتهم أن يتخلفوا عن الدفاع في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم إذا عرض لهم
المقتضي له، لأن هذا من لوازم الإيمان. قال الله تعالى: [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا
بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ
الصَّادِقُونَ][2]، فعلى المؤمن حقاً أن يدافع
أو يعزم على الدفاع فيما إذا تعرض وطنه إلى العدوان.
إن الذين يتخلفون عن الدفاع أو النفير العام عندما يحل العدو في
بلادنا- لا سامح الله- ولا يستجيبون لقوله تعالى: [انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا
وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ
لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ][3] والذين
يتباطئون ويتعللون بالتعللات إما أن يكونوا من ضعفاء الإيمان الذين اصيبت قلوبهم
بمرض الضعف فلا تزيدهم الكوارث إلا ضعفاً، وإما أن يكونوا من المنافقين الذين
اصيبوا بمرض النفاق. ولا خير في أمة إذا اصيبت بمثل هذه الأمراض، فما ذل قوم إلا
وخافوا من حَرِّ السيوف.
رابعاً: حرمة موالاة الكفار:
لا يجوز موالاة أعداء الله ورسوله وحرمة التعاون مع كل من يساعد
الكفار في غزو بلدان الإسلام مثل استخدام الأراضي العربية والإسلامية لضرب
المسلمين. قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: [لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ][4] وقوله تعالى: [لَا يَتَّخِذْ
الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ
يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ][5]،
فمن يوالي أعداء الله ورسوله فقد انتفى الإيمان من قلبه واستحق العذاب الأليم في
الدنيا قبل الآخرة. والموقف الإسلامي من أعداء الله ورسوله هو غلظة من المؤمنين
على الكافرين بقوله تعالى: [وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً][6].