responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 285

خلال تجسد الأعمال واتحاد العمل والعامل مثل الحديدة التي تقع في النار إلى أن تصبح هي ناراً، فبمقدار عمله تظهر آثار مجاوزته للصراط المستقيم.

ثم إنَّ ظهور الصراط المستقيم في الآخرة أبين وأوضح من ظهوره في الدنيا لأن في الآخرة ظهوره ظهور حسي إلَّا لمن دعا إلى الله على بصيرة كما قال تعالى: [قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي‌][1]. وقد جاء في الخبر أيضاً أن الصراط يظهر يوم القيامة منه للأبصار على قدر نور المارين عليه فيكون دقيقاً في حق بعض وعريضاً في حق آخرين، يصدق هذا الخبر قوله تعالى: [نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ‌][2]، والسعي المشي، وما ثمَّ طريق إلى الله إلا الصراط، وإنما قال: بإيمانهم لأن المؤمن في الآخرة لا شمال له، كما أن الكافر لا يمين له‌[3].

الخاتمة

وفي الختام أقول يا إلهي ويا سيدي اهدنا الصراط المستقيم إلى حقيقتك ونفسك فاهدنا سواء السبيل إلى رحمتك ورأفتك، وثبتنا على الطريقة الموصلة إليك وإلى أنسك ولقائكَ. فإني وإن أكن صفر اليد، وفي الأغلال والسجون الظلمانية والشهوية الشيطانية. ولكنني أحب التخلّص منها، وأعشق الوصول إلى حضرتك بربوبيتك من غير جد واجتهاد، تخيلا أن رحمتك ورأفتك تأخذني، وظناً بكَ وبحسن عشرتك بنا وللخلق أجمعين، فإن من وظائف‌


[1] سورة يوسف/ آية: 108

[2] سورة التحريم/ آية: 8

[3] تفسير صدر المتألهين: 1/ 106.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست