responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 284

وعملك بمقدار ما أنتَ متقرب إلى الإمام علي (ع) علماً وعملًا تكون أنتَ متقرّب إلى الصراط المستقيم، فعندما توصف الروايات الشريفة بأن الإمام هو الصراط المستقيم أو هو ميزان الأعمال أي بمقايسة علمك وعملك إلى علم وعمل الأمام (ع) فإن كان هو هو، فأنت على الصراط المستقيم وإن لم يكن هو هو، فأنت منحرف عن الصراط المستقيم. ثم إن المعنى الروائي للصراط المستقيم هو من التعبير عن الكلي بالفرد وبيان أحد المصاديق أو أظهر المصاديق، وهذا كثير موجود في القرآن العظيم والسنة الشريفة وإلَّا فإنّ المعصومين (ع) جميعهم مصاديق للصراط المستقيم والوظيفة الأساسية لأصحاب الصراط المستقيم هي هداية أصحاب السبل وهذه الوظيفة تكوينية لهم.

ثالثاً: وجود الصراط المستقيم في الآخرة:

إن الصراط الآخروي الذي تسلك عليه وثبّت الله أقدامك عليه يوصلك إلى الجنة وهو مادي، وهذا الصراط نشأته وصنعته من هدايتك لنفسك في دار الدنيا وبما هداك الله من الأعمال القلبية والبدنية. وقد مرَّ هذا الصراط جسراً محسوساً على متن أوله في الموقف وآخره على باب الجنة.

وكل من يشاهده يعرف أنه صَنعتك وبناؤك. ولما كان الصراط في النار وما ثمَّ طريق إلى الجنة إلَّا عليه. قال تعالى: [وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا][1].

إن الإنسان من خلال علمه وعمله يوجد الصراط، وهذا المعنى موجود في الروايات الشريفة فإن من يمر على الصراط المستقيم يوم القيامة منهم كلمح البصر، ومنهم من يحبو عليه، ومنهم من يركض. روي عن سعدان بن مسلم عن الإمام أبي عبد الله الصادق (ع) قال: (سألته عن الصراط فقال (ع‌): هو أدق من الشعر وأحد من السيف فمنهم من يمر عليه مثل البرق، ومنهم من يمر عليه مثل عدو الفرس، ومنهم من يمر عليه ماشياً، ومنهم من يمر عليه حبواً، ومنهم من يمر عليه متعلقاً فتأخذ النار منه شيئاً وتترك منه شيئاً)[2]، ومعلوم أن الرابطة بين الإنسان وعمله يوم القيامة من‌


[1] سورة مريم/ آية: 71، 72

[2] تفسير القمي: 1/ 28.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست