1- يشترط الإخلاص في النصيحة وابتغاء لوجه الله تعالى، وان يكون
الباعث لها قصد النصيحة لا الوقيعة بالمنصوح كأن يكون بينهما عداوة دنيوية أو
تحاسد أو تباغض أو تنازع على منصب أو وظيفة فيتكلم بمساوئه مظهراً النصح وقصده في
الباطن النقص من الشخص واستيفاؤه منه، فهذا من عمل الشيطان (وإنما الأعمال
بالنيات، وان لكل أمريء ما نوى)[4]، بل يكون
قصد الناصح ان يصلح الله ذلك الشخص وان يكفي المسلمين ضرره في دينهم ودنياهم،
ويسلك في هذا المقصود أيسر الطرق التي تمكنه، وكثيراً ما يغفل الانسان عن ذلك
فيلبس عليه الشيطان ويحمله على التكلم لا نصحاً ويزين له أنه نصح وخير. والحاصل ان
النصيحة إذا كانت من أجل التقرب إلى الله عز و جل فهي من جملة الحسنات، وإذا وقعت
على وجه ذم أخيك وتمزيق عرضه والتمعك بلحمه والعض منه لتضع منزلته من قلوب الناس
فهي الداء العضال ونار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب.
2- ان تكون النصيحة لحاجة ماسة لحفظ مقاصد الشريعة من الدين والنفس
والعقل والعرض والمال.