responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 21

والمشي هنا في الحديث الشريف إما المشي حقيقة أو كناية عن شدة الاهتمام، والباء في قوله (بالنصيحة) للملابسة أو السببية.

والنصيحة التي تتعلق بحقوق المسلمين للحكام والأمراء والسلاطين وغيرهم أعظم من نصيحة الرجل التي تتعلق بمعاملته ووكالته ووصيته فإن نصيحة العموم أعظم من نصيحة الخصوص وإن من جلس على الوسائد وجب عليه النصيحة. وذكر بعض العارفين: (ان كنت تحب الناس ان يكونوا مثلك فما أديت النصيحة لربك وكيف أنت تحب أن يكونوا دونك)[1]. فهذا النص فيه إشارة إلى ان النصيحة للآخرين لا تكون إلّا ان يجب فيها ان يكونوا فوقه، وهذه منزلة عالية ودرجة رفيعة في النصح. كما أن النصيحة لها درجة عالية على الصداقة فليس كل صديق ناصحاً ولكن كل ناصح صديق فيما نصح فيه. فالناصح هو ان يسوء المرء ما ضّر الآخر ساء ذلك الآخر أو لم يسوءه، وان يسره ما نفعه سرّ الآخر أو ساءه، فهذا شرط في النصيحة زائداً على شروط الصداقة[2]. واعتبرت النصيحة هي معيار الأخوة فلم تنعقد الأخوة ما لم تكن النصيحة رائدها وباعثها، ومن لم يكن ناصحاً لأخيه فليس بأخ. قال رسول الله (ص): ( (خير إخوانك من يصدقك النصيحة، ويزينك في المحافل، وينصرك على عدوك))[3]. والنصيحة من علامات العالم العامل فعن جابر الأنصاري (رحمه الله) عنه عن رسول الله (ص): (لا تجلسوا عند كل عالم إلّا إلى عالم يدعوكم من خمس إلى خمس من الشك إلى اليقين ومن الرياء إلى الإخلاص ومن الرغبة إلى الزهد ومن الكبر إلى التواضع ومن العداوة إلى النصيحة)[4]. ومن بذل النصيحة من التجار فهو من أعلام الخير لما بذله حذراً من خيانة المسلمين لما ورد عن ذي النون: (ثلاثة من أعلام الخير في التاجر ترك الذم إذا اشترى،


[1] جامع العلوم والحكم 1/ 123.

[2] الأخلاق والسير 1/ 42.

[3] جامع العلوم والحكم 1/ 123.

[4] إحياء علوم الدين 1/ 63.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست