وفي الحديث الشريف: (ليس منّا من ترك دنياه
لآخرته ولا آخرته لدنياه)[2]،
إن الوازع الديني هو الذي يلزم الفرد لأن (يحب لأخيه ما يحب
لنفسه ويكره له ما يكره لها) وانه مسؤول أمام الله
سبحانه وتعالى عن إساءته إلى العمل وإلى سائر الناس. وهو بحُكم هَيمنتهِ المولوية-
يزرع في الموظف روح الإيثار بحيث لا يقدم مصلحته الشخصية على المصلحة العامة،
والقيم الدينية التي يجب نشرها وتثقيفها للموظف ان لا تقتصر على العبادات والفروض
بل لابد من التركيز على فقه المجتمع كالدين المعاملة والدين النصيحة، ولا تقتصر
على فقه الأفراد، وبيان ان المال ليس هدفاً بل هو وسيلة لطرق تأمين الحياة الكريمة
من مسكن ومأكل وملبس وغيرها، ولكن قِسْماً من الأثرياء جعلوه هدفاً لا وسيلة مما
أدى إلى تحطيمهم بل تحطيم المجتمع، وإليه أشار الإمام أمير المؤمنين (ع) في قوله:
(حب الدنيا يفسد العقل، ويصم القلب عن سماع الحكمة)[3]. كما ان
الحديث الآخر (حب الدنيا رأس كل خطيئة)[4]
وإن الاسلام يرى ان المال لله سبحانه وتعالى، وإنما أعطاه للإنسان برسم الأمانة
ليمتحن الانسان، ففي القرآن الكريم [وَلِلَّهِ خَزَائِنُ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ][5]،
وقوله تعالى: [وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ
بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ][6].
وفي الحديث الشريف: (ليس لك من مالك إلَّا ما
أكلت فأفنيت ولبست فأبليت وتصدقت فأبقيت)[7].