responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : باب مدينة العلم نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    جلد : 1  صفحه : 80

للبيان الشرعي فانه لا بد و ان يدل على حكمه نص من نصوص الشرع الخاصة أو اصل من أصوله المطلقة أو قاعدة من قواعده العامة بل العترة النبوية بينت حتى حكم الواقعة التي يلتبس على المجتهد حكمها بأنه الإباحة أو الاستصحاب لحكمها السابق أو الاحتياط بإتيان أطراف المحتملات أو التخيير بينها.

و الحاصل ان اختلاف فقهاء الشيعة لم يكن من جهة تقصير الرسول أو العترة في البيان لأحكام الشريعة و إنما كان من جهة اختلاف الافهام و الدس في الأحكام و بسوء اختيار الأمة مما اوجده ابناؤها من الحجب عن وصول البيان إلينا و غير ذلك مما كان من تصرفاتها التي أحالت بيننا و بين معرفة الأحكام الشرعية و المعارف الإلهية.

المطلب الرابع: في الدين و المذهب و الغريزة الدينية و الفطرة الإلهية

الفصل الأول في شرح الدين‌

اشتهر تعريف الدين عند علماء الإسلام بأنه الإيمان بالذات الإلهية الجديرة بالطاعة و العبادة. و الحق ان الدين له عدة اطلاقات فقد يطلق على ما ذكر و قد يطلق على نفس الأحكام الإلهية كما يقال ان الدين عند اللّه الإسلام و قد يطلق على إتباع الشي‌ء كما يقال أدين بدين الحب و الهوى. و دينكم دنانيركم. و الغريزة الدينية هي ميل النفس للايمان بما وراء الطبيعة التي يعبر عنها بالفطرة الدينية.

كلمة الوالد القيمة في الدين‌

و قد ظفرت في هذا الموضوع بكلمة قيمة لوالدي الشيخ محمد رضا استاذي و له الحق عليّ في تربيتي الدينية احببت نقلها هنا لما فيها من الفائدة قال" رحمه اللّه" من المتعذّر أن نعرف الدين تعريفاً منطقياً عاماً يشمل الدين بأوسع معانيه تعريفاً نشرح به مفهومه الذي ترمي إليه جميع الفرق و الطوائف سواء كان حقاً أو باطلًا لأن الدين عند كل فرقة له شأن و ممميزات غير ما هو عند الأخرى فأنا نجد قوما يرون الدين عبارة عن بعض الاساطير و الخرافات و البعض الآخر يرون انه عبارة عن الإلهام و الشعور و بعضهم انه الطقوس و العبادات و بعضهم انه التقاليد الموروثة و الأنظمة المسيطرة و الانعطاف على الزعماء و تقديس آرائهم. و لكن من تعمق و تبصر في هذا الموضوع يرى ان الدين هو الإيمان الكامن في أعماق النفوس و السر الغامض القائم فيها و الشعور الخفي الذي يجعل الإنسان يرهب شيئاً و يؤمن به و يقدسه. فذلك المعنى و الروح و السر و الصلة و الخشية التي تتمثل لنا في النظام و الطقس و العبادة و المنسك و حتى في الاسطورة التي هي واقعة تاريخية نحتها الخيال و حرّفها البشر و اسدى عليها هالة من العظمة و القداسة هو الدين بأوسع معانيه يمكن ان نحلل ذلك الشعور تحليلًا كيمياوياً نفسياً بما حلله علماء النفس إلى عناصر ثلاثة:

أولها اعتقاد الناس بوجود قوة أو قوى متعددة اعظم منهم شأناً غير مسخرة لهم.

ثانيها تصوير الناس ان لهم تعلقاً بهذه القوة أو القوى.

نام کتاب : باب مدينة العلم نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست