شاه بعنوان (الهدية)، فبرز كما ترى هدية
للدّين لا للسلاطين، ومنةٌ على سائر المؤمنين لا المتولين، وهذا الأمر مشهور ومن
ذكر السيد محمد باقر في كتاب روضات الجنات. قال ما نصه: (ومن جملة مصنفاته (كتابه)
كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء خَرَّجَ منه أبواب الأصوليين، ومن الفقه
العبادات إلى آخر الجهاد، ثم ألحق به كتاب الوقف وتوابعه، ولم يكتب أحد مثله،
وينيف ما خرج منه على أربعين ألف بيت[1]
إلّا أنّه فائق على كل من تقدّمه من كتب الفن مع أنّه إنّما صنّفه في بعض الأسفار
وهو في بيت السرير، ولم يكن عنده من الكتب سوى قواعد العلامة كما نقله الثقات)
انتهى.
ثم قال صاحب القصص[2]:-
ومجملًا- (أنّ الشيخ جعفر النجفي في التفريع والفقاهة وتطبيق فهم ألفاظ الكتاب
والسنة على طريقة الفهم العربي المستقيم كان بلا نظير، وهو من الأئمة ما بين
فقهائنا مثله نظير- كما يستنبط من كتبهم، وأنّه إلى الآن لم يأت فقيه مثله ومثل
الشيخ والشهيد الأول، والتبحر في الفقه على ثلاثة أقسام:-
الأول: تأسيس المسائل الفقهية والاستدلال عليها مع إحكام وإتقان
قواعدها، وهذا منحصر بالشيخ علي[3] وأستاذ
المؤلف ملا أحمد النراقي[4].
الثاني: التفريع والإحاطة بمسائل الفقه، وتطبيق الفروع بالأصول، وفي
هذا المقام غير الشيخ جعفر والشهيد الأول[5]
لم يكن أحد.
[4] المولى الشيخ أحمد ابن المولى محمد مهدي
النراقي الكاشاني، عالم كبير وفقيه بارع، ومصنّف جليل، وجامع متبحر، ورئيس مطاع،
ولد سنة( 1185 ه-) وتوفي سنة( 1245 ه-). أنظر: طبقات الشيعة/ أغا بزرك/ الكرام
البررة: 2/ 116.
[5] أبو عبدالله محمد بن مكي العاملي الجزيني، ولد
سنة( 734 ه-) وتوفي مقتولًا بالسيف سنة( 786 ه-). أنظر: الكنى والألقاب/ عباس
القمي: 2/ 231.