responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 58

أولا: سيرة الشيخ جعفر

ولنذكر أولا هنا سيرة الشيخ في ليله ونهاره ليقتدي بها من أراد الوصول إلى تلك المراتب مع إخلاص النية وإصلاح السريرة، وعند الله غيب السموات والأرض. كان قدّس الله نفسه وطيّب رمسه يأتي بعد صلاة المغربين إلى داره العامرة فيقرّب له العشاء مع أولاده وعائلته، فيتناولون منه قدر الكفاية، حتى إذا فرغوا جلسوا ريثما يحل العاقد حبوته‌[1]. ثم يقوم كل منهم فيدخل حجرته، فيشتغلون بالمطالعة حتى يمضي من الليل ثلثه، ثم يقوم كل فيأخذ مضجعه، والتقوى معه، حتى إذا ولّى الليل بثلثيه وهدأت الأصوات، وهجعت العيون، انتبه الشيخ وكأنمّا نشط من عقال.

وإذا حَلّتِ الهِدَايَةُ قَلْباً

نَشَطَتْ للْعِبَادَةِ الأَعْضَاءُ

ثم أسبغ الوضوء، واشتغل بصلاة الليل ثم ناجى فأطال، وبكى واستقال، حتى بدت طلائع الفجر راياته وذهب بالليل إلّا كحلبة شاة ساعاته، قام الشيخ فأيقظ كل واحد من بنيه لأداء صلاة الليل والتهجد فيه، حتى إذا أكملوها أحاطوا بعميدهم وأبيهم، فجعل يوعظهم ويذكّرهم حسن صنيع الله فيه وفيهم، فمن بعض ما كان يقول الكلمات المشهورة: كنتُ جُعيفراً ثم جعفراً ثم شيخ جعفر ثم الشيخ ثم رئيس الإسلام حتى إذا استطرد الصبح جيش الدّجى، وأذهب وألقى الفجر في الأفق ترسه المذهّب، خرج الشيخ إلى حجرة درسه الكبيرة الواقعة في الدار الخارجة، والجماعة قد استكملت صفوفهم فوقف هنالك ورفع صوته الجوهري فكبّر الله سبحانه وتعالى حتى خشعت القلوب وذرفت العيون.

يقول الراوي وايم الله الجليل لقد كانت قلوبنا تنشق حتى تمتلئ بالهداية،


[1] الحبوة: احتبى بالثوب: اشتمل أو جمع بين ظهره وساقيه بعمامته ونحوه.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست