responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 209

النبي (

f )

المختار، فاستقلّا بالأمر جميعا، وبزغا في أفق الهدى كالنيّرين طلوعاً، وكانا متقاربي السنّ إلَّا أنّ الشيخ عَمّرَ بعد السيد بمقدار خمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة، وكانا متساويي الحضور على الأساتيذ، فلم يحضر السيد عند أستاذ إلَّا وكان الشيخ بخدمته وفي صحبته فلما آل الأمر إليهما حضر الشيخ بدرس السيد مقدار أسبوع أو أسبوعين ليرجع الناس إليه كلهم، وطلبة العلم جلّهم، وليبين فضله على جميع العلماء الأعيان، وإنْ كان غنيا عن البيان.

وأمّا السيد فإنّه أرجع الناس إليه في التقليد، وألقى إليه من أغلب أمور الدين والدنيا الإِقلِيد، ونصبه علماً للفتاوي والأحكام، وحكماً تصدر عنه الأقضية في ذوي الخصام، وجعل أمور الحقوق والأموال بيد العابد الزاهد الورع النقي المشهور الشيخ حسين نجف رحمه الله، فكان يضع ما يؤتى إليه من حق أو مال في صندوق في داره فإذا احتاج السيد أو الشيخ شيئاً من المال لإعطاء تلميذ أو فقير أتيا إلى الصندوق فأخذا منه قدر الكفاية كذا في (معدن الشرف) وغيره. هذه سيرة أولياء الله الأبرار، فاعتبروا يا أولي الأبصار، وما كان حديثا يفترى.

ثم أنّ السيّد العلامة قبل وفاته بحولين ارتحل إلى مكة المشرفة حاجّاً، فعين فيها الحدود والمواقيت وأظهر المقامات المشرفة. وكراماته هناك أشهر من أن تذكر، وبقي هناك سنتين فانحصر أمر تدريس طلاب النجف وعلمائهم في هذه المدة بالشيخ الأكبر، ورجع جميع أصحاب السيد إليه للحضور والقراءة عليه، والاغتراف من بحر علمه الطامي، والتشرف تحت منبره السامي، فكان على ما سمعت من الشيبة تحت منبره ما يزيد على المائة من العلماء الأشراف الذين هم فوق رتبة الاجتهاد بالآف، فمن الجعافرة أولاده الخمسة

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست