responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 184

وجالَتْ بِمَيدانِ الجدالِ فوارسٌ‌

تمارُوا على أمرٍ وليسَ بِهمْ مِرا

وذلكَ أنّ الشيخَ شيخُ زمانهِ‌

عَنيتُ بهِ بحرَ المكَارمِ جعْفَرا

فَرِدْهُ ولا تعْدِلْ بهِ ريّ غيرهِ‌

تَردْ مورداً لا تَبْتَغِي عَنْهُ مَصْدرَا

تعمّد منْ بغدادَ إرسالَ رُقعَةٍ

تُضمّنُ مَعنىً يُخجلُ الرّوضَ مُزْهرا

بِنَظْم حَكَى الدُّر النَظيمَ مُفصّلًا

ونثرٍ حَكى الرّوض النسيمَ مُنَوّرا

وأعْرب عَن دعْوى ودادٍ محمدٍ

سلالةً زينِ الديّنِ نادرةِ الورَى‌

ولا غَرْوَ في دَعَوى ودادِ هوىً لهُ‌

فيالكَ ودّاً ما أجلَّ وأكْبَرا

ولكنّهُ قدْ قاربَ الحُورَ وادّعى‌

خصوصاً هوىً كلٌّ لهُ قَد تَشطّرا

فكانَ عَظيِماً ما ادّعى سيّما على‌

ذَوي ودّهِ منْ كُلّ ذمرٍ تَذمّرا

ولا سيّما الشيخُ الذي خَلصتْ لهُ‌

مودّتهُ مذْ كَان أصغرَ أكبرا

فتىً أشرقتْ منْ وَجْههِ غرّةُ الهُدى‌

ومنْ نوره صُبح الحقائقِ أسفرا

فقالَ: إلى كَمْ ذا تُحاولُ رُتْبَةً

بها خَصّني الباري وأكرمُ مُذ بَرا

كَبُرْتَ ولم تَقْنَعْ بما يكتفى به‌

أظنّكَ ألهِمت الطّماعةَ أَصْغَرا

تُجاذِبني الوَدّ القديمَ وليسَ مِنْ‌

تَقدّم في ودّ كمنْ قدْ تأخّرا

فَقال: نَعمْ لكنْ قَضَتْ لي مودّتي‌

وَمحْضِي للإخْلاص سِرّاً ومجهرا

وأنّي أراعي مِنْهُ للودّ خلّةً

فلا تَحْسَبَنْ كُلّ الأخلاءِ جَعْفَرا

وأنّي أمتُّ اليَوم في صدقِ قولهِ‌

بحقي (كلّ الصيدِ في جانب الفِرا)[1]

وَلَسْتُ كَمَنْ يرميهِ بالهَجْرِ حِقْبَةً

ومَا كان ذُو ودٍّ بحالٍ لِيهْجَرا

يُريهِ بأيّامِ الخميسِ مودّةً

وفي سائرِ الأيامِ ينَسخُ ما أَرى‌

فطالَ نزاعٌ بينهُم وتشاجرٌ

معاً وأقلّا منْ نِزاعٍ وأكْثَرا

وَمُذْ سئما طولَ النزاعِ تَرافَعا

إلى حَكمٍ باريِه للحُكْمِ قدْ بَرا

هو السيّدُ المهديُّ منْ نُور حُكمهِ‌

أتاكَ كَوحِي اللهِ أزهرَ أنوَرا


[1] مثل يضرب لمن يفضل على أقرانه. أنظر: مجمع الأمثال/ الميداني: 2/ 82.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست