الحمد الله الذي عطّر سفر مفاخر (الطائفة الجعفرية) بأشذاء (العبقات
العنبرية) فقد كانت هذه الأعلاق النفيسة والتقييدات المهمة مما رشح به يراعُ علم
الأعلام الإمام المصلح آية الله العظمى الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء (قدس
سره) فاصطاد بأسلات قلمه السيّال أوابَد آداب العرب، واقتنص بمخَاذِم مساعيه
المرهفِة شوارد القضايا التأريخية فأحرز (بلوغ الأرب) مُوَشّحاً متون تحقيقاته
ببديع أسلوبه الأدبي الجميل، مرصعاً حواشي تحبيراته بمزْبَرِ براعته الموفي
حَدُّهُ على حدّ الصارم الصَّقيل:
إنْ
هَزَّ أَقْلامَهُ يَوماً ليُعْملَها
أنْساكَ
كُلَّ كَمِيّ هَزّ عامِلَهُ
وإنْ
أَقَرَّ على رَقّ أنامِله
أَقَرَّ
بالرّقّ كُتّابُ الأنَامِ لهُ
وقد جاءت تسميته لهذه المجموعة من الفوائد العلمية والتأريخية
والادبية ب- (العبقات العنبرية) تسمية موفقة دالة على سلامة الذوق وحسن الاختيار
إذ جاء اسمها مطابقاً لمعناها، وعنوانها شاهد لفحواها:
قدْ
عرَفناكَ باخْتياركَ إذْكا
ن
دَليلًا على اللَّبيبِ اخْتيارُهْ
وحريٌ بطالب العلم أنْ يطالع هذا الكتاب ليقف على سير سلفنا الكرام
من علماء الأمة الأعلام فإنّ في أخبارهم وآثارهم موضع القدوة ومُرتَبَعَ الأسوة
ومن كان له سلفٌ كأولئك الأعاظم فحريٌ به أنْ يطأ هامة