responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 117

البهبهاني إلى سبيله تعصب تلاميذه لطريقته، وساروا على ذلك النهج من سيرته، وكان شيخنا أشدهم ألباً على تلك الشرذمة، وأحرصهم على نقض حبالهم المبرمة، فلم يزل رحمه الله يستقصيهم فيفنيهم وينفيهم، حتى أطلع الشيطان نبعته، وكشف سَوْأَته، ونبش حتى أظهر في الكون سلحته‌[1]، فتعفّن العالم من نتن أفعاله، وخبث أقواله، فجعل يرمي العلماء الأبرار، بسماته سمات الكفرة الفجّار، ويُؤنب ويُؤَلّبْ على المجتهدين، عداوة للدّين، وسبب تلك العداوة أنّ هذا الرّجس ولد في الهند[2]، ونشأ بها، وحصل ما حصل وهو بتلك الأقطار، ومن المعلوم أنّ أغلب أهل الهند على مذهب قدمائهم الفلاسفة المنكرين للمعاد، الجاحدين لرب العباد، فنشأ الرجل على تلك ا لطريقة وسلك بذلك المسلك، وكان يظهر الإسلام بلسانه، ويضمر الكفر بجنانه، فقدم على أهل العراق مريداً إطفاء نور الله الذي بين أيديهم، وإخماد نائرة الاجتهاد الشائعة في ناديهم، وقصده السلوك شيئاً فشيئاً إلى إتلاف الدين من أصله، وقلع أساسه من محله.

ولا تحسب قولي هذا ضرباً من التغرض، ونوعاً من التمحل، فإنّ من راجع أحوال الرجل، واطّلع عليها رأى الحق فيه حقيقة ما قلت، ولو لم يكن إلَّا حكاية اشبوختر[3] لكفى شاهداً على ما ادّعيت، وقد ذكر طرفا منها في كتاب (قصص العلماء) وحاصلها: أن المسقوف‌[4] تحركت على الدولة المنصورة القاجرية في زمان فتح علي شاه، فوجهوا بعض أمرائهم‌


[1] سلح الطائر سلحاً من باب نفع وهو منه كالتغوط من الإنسان.

[2] ولد الميرزا محمد بن عبد النبي الإخباري سنه( 1178 ه-).

[3] اشبوختر: هو اشبوختر تسيتسانوف الذي كان رئيساً للقوات الروسية في( القوقاز). وهو من أصل كرجي، ومن أسرة الأشراف شغل منصبه من سنة( 1217 ه-) حتى مقتله سنة( 1220 ه-).

[4] المقصود بهم الروس.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست