responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيخ جعفر الكبير نویسنده : الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 6

إمعان وتدبّر، في حين لم يخدش الشيخ مناظريه بكلمة واحدة رغم طول الرسالة واستغراقها مواضيع خلافية عديدة، ولم ينسبه الى ما يجرحه أو يخدشه.

أما العلامة البارزة الرابعة: فهي علاقته بالسلطة القائمة يومئذٍ، فإن من نتائج الصراع الأصولي-- الأخباري الذي إحتدم في تلك الحقبة ظهور الرغبة عند علماء بعض الطرفين في جرّ السلطان الى هذا المعترك العقائدي وإستمالته، أو تحييده على الأقل، ومِن هنا يمكن فهم رغبة الشيخ جعفر الكبير في إقامة العلاقات مع السلاطين المعاصرين له، وأن كانت الحِدة تقتضي القول أن الميرزا الأخباري كان السابق إلى هذه الحلبة بل وكان لا يأبه أن يلعب وظيفة العرّاف أو المتنبي‌ء في البلاط. لقاء بسط يده ونشر نفوذه إلى حيث يريد أن يصل من هدف، بينما نرى الشيخ جعفر يتصرف مع السلطان كسلطة دينية عُليا، تترفع عن تبوء المناصب لكنها تُصدر الأوامر بدبلوماسية عالية، ولباقة مهذبة حتى وصلت تصرفات الشيخ في البلاط الرسمي حد التدخل في بعض الشؤون الشخصية والعائلية المحرجة للسلطان فضلًا عن تدخلاته في مجالات الحكم والإدارة.

ومن الحتم أن السلطان كان يفهم ما يجري حوله من محاولات الإستمالة والإحتواء التي يمارسها الطرفان المتصارعان وأنه كان يفتح عينه وأذنه على كل ما يجري في داخل سلطنته وخارجها، ولعل من مصلحته أن يستمر ذلك الصراع ولا يهدأ، ولا ندري كم كان له في ذلك الصراع من الأثر والتأثير.

أما العلامة البارزة الخامسة: فهي علاقاته الأنسانية ومشاعره التي تفيض رحمة للناس أجمعين، وحنوه على الفقراء، ودأبه على رعايتهم والأهتمام بهم، ومحاولته توفير لقمة العيش لكل إنسان بل توفير فرصة الحياة الكريمة لكل الناس، ونجد تلك المشاعر الأنسانية النبيلة في مناحي سيرته الطويلة، فهو يصارح أحد السلاطين الذي رام التعرف على امنيته لقضائها، بأن السلطان غير قادر على تحقيق تلك الأمنية، لأن أمنيته أن يشبع كل فقير في الدنيا، ولم نعرف أن أحداً من ولاة الأمر في ذلك العهد قد صرّح بشي‌ء مثل هذا حتى ولو مجرد تصريح. على أن أماني الشيخ لم تكن مجرد رغبات مكبوتة في زوايا الوجدان أو خواطر تعتمل بين همسات الطموح فلقد تحدث عنه‌

نام کتاب : الشيخ جعفر الكبير نویسنده : الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست