نام کتاب : الرد على مسايل موسى جار اللَّه نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي جلد : 1 صفحه : 24
تدعي أن المتعة نزل فيها قوله تعالى: [فَمَا
اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً][1] و أرى أن أدب
البيان يأبى، و عربية هذه الجملة المعجزة تأبى أن تكون هذه الجملة الكريمة قد نزلت
فيها لأن تركيب هذه الجملة يفسد و نظم هذه الآية الكريمة تختل لو قلنا: إنها نزلت
في متعة النكاح).
الجواب:
و أقول: إنّ هذا السائل
يقول: أرى و أرى و للمجيب أن يقول: و أنا أرى و أرى. و كان عليه أن يذكر المصدر
الذي اعتمد عليه و أخذ منه ما رآه من أن المتعة من بقايا الأنكحة الجاهلية، فإنا
لم نقف على كتاب يذكر فيه ذلك و الذي نعلمه أنها إحدى المتعتين اللتين كانتا على
عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و عهد خليفته الأول و شطر من أيام
خليفته الثاني. و على فرض كونها من بقايا أنكحة الجاهلية، و إنه كان لهم زوجان
دائم و مؤقت فلا مانع من أنّ يحللها الإسلام و يجيزها كما أمضى جملة من معاملات
الجاهلية و أجازها، فإن الإسلام لم يبطل كل ما كان عند الجاهلية من العقود و
المعاملات و الأحكام كما لا يخفى. قال السويدي في سبائكه في الباب الذي ذكر فيه
ديانات العرب قبل الإسلام ما لفظه: (و كان لهم أحكام يتدينون بها جاءت الشريعة
الإسلامية بإبقاء بعضها و إبطال بعض)[2]، ثمّ ذكر
أموراً أبقتها الشريعة و أمورا أبطلتها و لم يتعرض لهذا النكاح بنفي و لا إثبات، و
كان على هذا السائل أيضا أن يبين لنا الوجه فيما رآه ثانياً فإنا لا نعلم أنه لما
ذا (يأبى أدب البيان و عربية هذه الجملة أن تكون قد نزلت فيها؟ و لما ذا يغسل
تركيب هذه الجملة و يختل النظم على هذا التقدير.
إن تركيب الجمل و نظمها
إنما يختل بالتصرف في مواد ألفاظها أو هيئاتها أو بالزيادة فيها أو النقصان منها.
و أما نفس المورد فلا تأثير له على النظم و التركيب بحال من الأحوال و لقد افترى
على أدب البيان و افترى على العربية حيث نسب إليهما أمراً يبرءان منه براءة الذئب
من دم يوسف، و لم يأت على ما افتراه عليهما حتى و لا بدم