responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 91

أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ]. (أيها الناس! كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي إلَّا بالتقوى).

ولما وجد- سلام الله عليه وعلى آله- إن داء التفاخر بالأنساب صار داء مستحكماً في ذهنية العرب، بل وعموم الأنام تلك الأيام، صار يعيد ويبدي، يكرر التحذير من هذا الداء، فيقول: (يا بني هاشم! لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم تقولون نحن ذرية محمد).

ثم حقق ذلك في العيان عملياً، وأوجده خلقاً سوياً .. فوحّد وآخى بين (صهيب الرومي وبلال الحبشي) و (سلمان الفارسي وأبي ذر العربي).

وقد شاعت وانتشرت كلمتنا حيث قلنا قبل عشرين سنة: (بني الإسلام على دعامتين: كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة). فكان هذا الدين دين التوحيد، دين الوحدة، دين المساواة، دين محق العصبيات وسحق العنصريات، ونبذ القوميات وعنعنات الطبقات، والتفاخر بالأنساب والتعالي والتفوق بالآباء والأمهات.

ضرب صاحب الرسالة، منقذ البشرية، رسولنا الأعظم، أعلى مثل لذلك .. فزوج بنت عمّته زينب، وأمها بنت عبد المطلب سيد البطحاء، من غلامه ومملوكه وعتيقه زيد بن حارثة، فقضى بهذا على سيئتين من سيئات الجاهلية وعاداتها: سيئة التبني، أي البنوة المصطنعة [مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ‌] وسيئة التعالي بالأنساب. ولم يجعل الناس طبقات عالية وسافلة بغير العلم والتقوى.

ومشى أصحابه وخلفاؤه الراشدون على ضوء هذه التعاليم، وألتزموا المشي على هذه السنة والمنهاج. وكلمة الخليفة عمر (رضى الله عنه) مشهورة، حيث قال لبعض أمرائه حين ضربه بسوطه وقال له: متى استعبدتم الناس وقد خلقهم الله أحراراً؟ ..

وأجل وأجلى من ذلك قضية جبلة بن الأيهم الغساني أحد ملوك الغسانيين في الشام، حين جاء إلى المدينة بأفخم أبهة وأعظم زينة. ورد (يثرب) بموكبه الملكي ليعتنق دين الإسلام. وكان يوم وروده يوماً مشهوداً، وللمسلمين عيداً سعيداً. وبعد أن أسلم وغمر الفقراء بالمنح والعطايا، خرج الخليفة عمر إلى الحج وخرج الغساني بموكبه‌

نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست