أنصروا الله ينصركم، وأحفظوه يحفظكم. أغضبوا لحرمات الله، وغاروا
لشرائع الله.
الله أنزل هذه الشرائع والأحكام وشرع الحلال والحرام، لا ليتعاظم في
ملكه ويتوقر في سلطانه، ولا ليجلب إليه نفعاً أو يدفع عنه ضراء وإنما الغرض من تلك
الأحكام والنواميس صلاح أبدانكم وتربية أجسادكم وتثقيف أرواحكم وحفظ جامعتكم
وتنظيم أمور معاشكم ومعادكم، كي تكونوا أمة قوية حية، تستحق البقاء والبركة
والنعماء، وتسلكوا سبيل الأمم الراقية التي كانت قبلكم .. [يُرِيدُ
اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ].
شرع الله الشرائع، وأنزل الكتب وبعث الأنبياء .. كل ذلك رحمة وعناية
بالخليقة، ولأنقاذهم من الظلمات إلى النور وسوقهم إلى السعادة الأبدية. وهو- جلَّ
شأنه- لا تنفعه طاعة من أطاعه، ولا تضره معصية من عصاه .. ولكن- مع ذلك- فإن تلك
الأحكام والحدود والأوامر والنواهي هي محارم الله وحرماته. فمن شرب خمراً، أو أكل
الربا، أو لعب قماراً، فقد هتك حرمة الله، وبارز الله بالمحاربة والمخالفة، وكان
الله خصمه. إذا شتم أحد الناس أباك وعشيرتك تغضب وتغار لأنه هتك حرمتك ومسَّ شرفك،
ولكن إذا هتكت حرمات الله بشرب الخمور وإرتكاب الفجور لا تغضب ولا تتأثر. وما ذاك
إلَّا من أجل أنه لا علاقة لك مع الله- جلَّ شأنه- فلا تغضب لغضبه ولا تغار على
حرماته ونواميسه.
ما أنزل الله كتاباً أكرم وأعظم من القرآن، ولا شرع شريعة أجمع وأنفع
من شريعة الإسلام، ولا بعث نبياً أفضل وأكمل من محمد (ص) ... محمد سيد الأنبياء،
وقرآنه سيد الكتب، وشريعته أفضل الشرائع .. ومع ذلك فقد خصّكم الله بها دون سائر الأمم.
أفليس من الأسف الممضِ أن تضيعوها وتهملوها؟.