responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 33

مشتبهاً، فتأمل جيداً. فتنازل إلى الخمسين .. ولم يزل البستاني يشككه ويأمره بالتدبر والتروي إلى أن قال: أما الواحد فلا شك فيه، وقد رأيته الآن بعيني! فقال البستاني: نعم هذا جائز فهلم معي إلى البستان كي تدلني عليه ولا تخف. فدخلا البستان، وإذا على شجرة منها عباءة سوداء منشورة، ظنها ضعيف القلب ضبعاً .. ثم غلا في وهمه وجعل الواحد مائة!!.

وهكذا نحن بعضنا على بعض، نسي‌ء الظن بأخواننا ثم نجعل الواحد مائة .. وفي الحقيقة لا أحد ولا مائة. ويشيع الواحد منّا على أخيه العيوب والمخازي ولعله بري‌ء منها جميعاً .. مع أن الله- سبحانه- أمر بالستر ونهى عن إشاعة الفاحشة.

أيها الناس!

قد بذلت لكم النصائح، ودللتكم على العلل والأمراض، وشخصت لكم الداء والدواء، ولا أريد بذلك جاهاً، ولا مالًا، ولا زعامة، ولا كرامة .. أنا بفضل الله غني عن ذلك .. ولكن الذي يسرني منكم واعده السعادة لي ولكم أن تندفعوا إلى العمل والشروع في المشاريع النافعة، ولا تتواكلوا، ولا تتخاذلوا، فحسبكم ما مرَّ وجرى عليكم. وأعلموا أن القول وإن كثر، والوقت وإن طال، ولكن ما تكلمت إلَّا من ناحية من نواحي الحقيقة وحواشيها دون الصميم والصريح منها. والحقائق كلها مطوية لا سبيل إلى بيانها.

الثقة مفقودة، والألسن معقودة، والعقول معقولة، والأيدي مغلولة .. فماذا يقول اللسان وهو معقود بألف عود.

أقول وقد شدوا لساني بنسعة

معشر تيم أطلقوا لي لسانيا

ولكن ربما تسألون: ماذا كانت النتيجة والغاية من كل تلك الكلمات وصرف ساعتين من الأوقات ... فالجواب المختصر الكافي: إن كل أمة لها حس وشعور فهي لا محالة تطلب سعادتها .. ولا تحصل السعادة إلَّا بوسيلتين، ولا تقوم إلَّا على دعامتين: (الاتحاد والاقتصاد). إذا أتحدتم سعدتم، وإذا أقتصدتم سعدتم. إذا أتفقتم وفقتم، وإذا أختلفتم تلفتم.

نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست