responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 34

نحن محتاجون إلى الاقتصاد في كل شؤون الحياة، وفي جميع أعمالنا وأحوالنا. وليس المراد بالاقتصاد حبس الأموال في جميع الأحوال، بل الاقتصاد الحرص على جمع المال من سبله المشروعة، وحبسه عن الانفاق إلَّا في مواضع الشرف أو الضرورة ... الاقتصاد أنفاقه في مواضع الشرف لا مواضع السرف والترف والشهوات البهيمية. أحرص عليه في موارد السرف، لتنفقه في موارد الشرف.

أين السامعون العاملون بأحسن ما يسمعون؟! .. جعلكم الله من الذين يقول فيهم جلَّ شأنه: [فَبَشِّرْ عِبَادِي الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ‌]، ولا يجعلكم ممن قال فيهم: [صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ‌]. والكثير من الناس وإن صاروا على هذا الحال وبهذه الصفة، ولكن لا يأس من روح الله. وأرجو أن يكون لكلماتي أثر في نفوس العموم، لأني أتكلم- كما يعلم الله- بروح شفقة وإخلاص وحنان ورحمة .. أتكلم معكم عن قلب .. والكلام- كما قيل- إذا خرج من القلب دخل في القلب.

أيها الناس!

أنا النذير العريان .. أنا النذير المجرد عن كل غرض وغاية سوى غاية خيركم وصلاحكم ... لذا أملي قوي إن كلامي هذا سوف لا يذهب- بتوفيقه تعالى- إدراج الرياح، ولا يعود- كما يقال- صيحة في وادِ، ونفخة في رماد.

وأملي أن يكون تأثيره في (النجف) التي هي بمنزلة الدماغ المفكر من العراق، وفي (شريعة الكوفة) التي هي بمنزلة الكف والساعد من النجف.

أيها الناس!

أنا كما تعلمون (رجل روحاني) .. لست بخطيب، ولا واعظ، ولا ذاكر .. ولا أستطيع كل يوم، بل ولا كل شهر، أن أقرع سمعكم وأسمع جمعكم بأمثال تلك الكلمات الرائعة والنبرات اللاذعة، وأنا عند نزولي عن هذه الأعواد سوف أعود إلى أعمالي الدينية ووظائفي الروحانية، من التدريس والصلاة والفتوى، وأرجو أن تشتغلوا أنتم بالاجتماع والمفاوضة، وتعيين الخطط والمناهج.

والله- سبحانه- يسعدكم ويساعدكم، ويأخذ بأيديكم إلى سبيل النجاة والنجاح إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‌

نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست