فعلك وانى[1]
يرتجى ممن لفظ فوه اكباد الازكياء ونبت لحمه بدماء الشهداء ونصب الحرب لسيد
الانبياء وجمع الاحزاب وشهر الحراب وهز السيوف في وجه رسول الله (ص) اشد العرب لله
جحوداً وانكرهم لرسوله واظهرهم له عدواناً واعتاهم على الرب كفراً وطغياناً الا
انها نتيجة خلال الكفر وضب تجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر فلا يستبطأ في بغضتنا اهل
البيت من كان نظره الينا شنفاً وشنائاً واحناً وضغناً[2]
ثم تقول غير متاثم ولامستعظم:
لأهلوا
وأستهلوا فرحاً
ولقالوا
يا يزيد لاتشل
منحياً على ثنايا ابي عبد الله (ع) وكان مقبل رسول الله (ص) تنتكتها بمخصرتك
قد التمع السرور بوجهك لعمري لقد نكأت القرحة واستأصلت الشافة باراقتك دماء ذرية
محمد (ص) ونجوم الأرض من آل عبد المطلب وهتفك باشياخك وتقربك بدمهم الى الكفرة من
اسلافك ثم صرخت بندائك، ولعمري لقد ناديتهم لو شهدوك ووشيكاً تشهدهم ولن يشهدوك
ولتود يمينك كما زعمت شلت منك عن مرفقها وجدت[3]
واحببت امك لم تحملك وابوك لم يلدك حتى تصير الى سخط الله ومخاصمك رسول الله
(اللهم) خذ بحقنا وانتقم لنا ممن ظلمنا واحلل غضبك على من سفك دماءنا ونقض ذمامنا
وقتل حماتنا وهتك عنا سد ولنا وفعلت فعلتك وما فريت الا جلدك وما حززت[4] إلا لحمك وسترد على رسول الله (ص)
بما تحملت من قتل ذريته وانتهكت من حرمته وسفكت من ماء عترته ولحمته حيث يجمع الله
به شملهم ويلم به شعثهم وينتقم ممن ظلمهم وياخذ لهم بحقهم من اعدائهم فلا يستفزنك
الفرح بقتلهم (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
فرحين بما اتاهم الله من فضله، وحسبك بالله ولياً[5]
وحاكماً وبرسول الله خصماً وبجبريل ظهيراً