responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الحسينية و الشعائر الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عبد الرضا    جلد : 1  صفحه : 116

ومنها ما كان لها كيان ثابت واساس متين (كالمعتزلة) واضرابها فلم تجد نفعاً في انتشارها واستقامة حياتها.

ودونك ايضاً الامة (الموسوية) وراجع تاريخها فانها اوضح مثال في الاعتضاد باسباب المظلومية والاضطهاد والنشوء والارتقاء وتوفر اسباب العدوى بما لها من بيوت تجارية ومدارس علمية منتشرة في انحاء العالم وهي مع ذلك باقية على جمودها ولم تعضدها تلك الاسباب في الانتشار ولا وطدت لهم الى الان دولة تحمي كيانهم وتجمع شتاتهم، وقل مثل ذلك في الامة الارمنية وكثير من اضربنا عن بيانها.

فاذاً ان اليد (الغيبية) هو العامل الوحيد الحقيقي في هذا الانتشار العجيب الذي اوجدت دولًا مترامية الاطراف وملوكاً دوخوا العالم وسادوا في شرق البلاد وغربها، واذا تتبعنا تاريخ هذه الفرقة الكريمة من مبدء تكونها رأينا العشرات من امثال رؤيا (غازانخان) (وبرهان نظام شاه) والمئات من الحوادث التي لايمكن تعليل النجاح فيها بغير يد الغيب، مما لو اردنا تعدادها لضاق بها صدر هذا السفر، وعلى ذلك يمكننا ان نقول حتى مظلومية الحسين (ع) هي يد غيبية دبرتها الحكمة الالهية لتكون فاساً ذا رأسين هدمت بواحد وفي يوم واحد (هو يوم عاشوراء) ما بناه بنو امية في الف شهر (هذا اذا جاملنا ولم نضف اليها نحو الخمس والعشرين عاماً التي تقدمتها).

وبالراس الثاني وفي ذلك اليوم عينه قد خطت في عرصة (كربلا) اعمق اساس جدير ان توطد عليه دعائم فرقة، تعيش الى الابد فيالها من حكمة إلهية دبرت هذه الفاجعة العظمى التي جاءت هادمةً لمن بنى الطغاة محكمة لماهدموا مخلدة اثار من حاولوا محو اثارهم فهي اذا رمز الخلود لهذه الفرقة على صفحا الوجود الذي تنبأت بخلوده ودوام اثاره (العالمة غير المعلمة) الطاهرة الأنسية والحوراء القدسية ومن هي بعد امها سيدة النساء فخر المخدرات (عقيلة علي الكبرى زينب) (علي ابيها وعليها السلام) التي فاهت بها في مجلس يزيد (لع) ابن معاوية وها نحن نثبتها هنا على طولها تنويهاً لما اشتملت عليه من الفصاحة والبلاغة وهي هذه:

الخطبة الزينبية[1]

(الحمد لله رب العالمين) والصلاة على جدي سيد المرسلين (صدق الله سبحانه) كذلك يقول ثم كانت عاقبة الذين أساؤوا السوئ ان كذبوا بايات الله وكانوا بها يستهزؤن‌[2].

أظننت يايزيد حين اخذت علينا اقطار الأرض وضيقت علينا افاق السماء فاصبحنا لك في أسار الذل نساق اليك سوقاً في قطار وانت علينا ذو اقتدار، ان بنا على الله هوناً وعليك منه كرامة وامتناناً، ان ذلك لعظم خطرك فشمخت‌[3] بأنفك ونظرت في عطفك‌[4] تضرب صدريك وتنفض مذرويك مرحاً[5] حين رايت الدنيا لك مستوثقة والامور لديك متسقة حين صفا لك ملكنا وخلص لك سلطاننا، فمهلًا مهلًا لاتطش جهلًا أنسيت (قول الله عز وجل) ولاتحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون انما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار (وقوله عز من قائل) ولايحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم أنما نملي لهم ليزدادوا اثماً ولهم عذاب مهين‌[6].

أمن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وامائك وسوقك بنات رسول الله (ص) سبايا قد هتكت ستورهن وابديت وجوههن تحدوبهن الاعداء من بلد الى بلد ويستشرفهن اهل المناهل والمناقل‌[7] ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والغائب والشاهد والشريف والوضيع والدني والريف ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمي‌[8] عتواً منك على الله وجحوداً لرسول الله (ص) ودفعاً لماء جاء من عند الله ولاغرو منك ولاعجب من‌


[1] زينب الكبرى بنت علي بن ابي طالب( ع) وامها فاطمةالزهراء بنت محمد المصطفى( ص) من زوجته الكبرى خديجة ام المؤمنين( رض)

[2] سورة الروم اية 10 جزء 21

[3] شمخ الرجل أي تكبر( ص ق 98)

[4] جذلان مسروراً

[5] أي من شدة الفرح( ق ص 93)

[6] سورة ال عمران اية 173 جزء 4

[7] خ بد، ويستشرفهن اهل المناقل ويبرزن لأهل المناهل

[8] خ بد، حميم.

نام کتاب : الأنوار الحسينية و الشعائر الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عبد الرضا    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست