responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 43

عن الإسلام والتوحيد ولم يصدر منه ما يوجب إباحة دمه وعرضه. نعم ذكر الشيخ سليمان بن عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوضيح عن توحيد الخلاق بعد أن تعرض لاختلاف الفقهاء في أنها هل محرمة أو مكروهة، وإن المشهور عن الإمام أحمد وموافقيه أنها تحرم ولا تصحّ وإن النهي عن الصلاة في القبور ليس لأجل النجاسة. إن التحريم إنما هو سد لباب فتنة الشرك بالصلاة في القبور فإنها كثيراً ما تدعو صاحبها إلى الشرك من دعاء الموتى، واستغاثتهم وطلب الحوائج منهم، واعتقاد أنّ الصلاة عند قبورهم أفضل منها في المساجد[1] إلى آخر ما ذكره. ولا يخفى أنّ ما ذكره علّة للنهي وسبب للتحريم لم ينطق به كتاب ولا سنة، ولم يؤخذ من قياس ولا استحسان، ولا هي من لوازم الصلاة في القبور، ولا من مسبباتها لا عقلًا ولا شرعاً ولا عادةً ولا عرفاً، فهو منه تقوّل على الله ورسوله وتخرّص في الأحكام التعبدية (قُلْ ءاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ‌)[2]. إن النص لم يتضمن أكثر من النهي عن الصلاة إلى القبور وليس فيه بيان لعلة الحكم وسببه وعلل الأحكام التعبدية لا يقطع بها بمجرد الظن والتخمين مع أن ما ادعاه من ذلك ممنوع عليه أشد المنع وكيف تدعو القبور إلى الشرك و إلى عبادة الموتى ودعائهم إلى ما ذكره وسطره أبلسان المقال وهو جماد لا حياة له أم بلسان الحال ولسان حالها يذّكر الآخرة ويزهّد في الدنيا كما في الخبر وينطق بعظم قدرة الخالق ويشهد بحدوث المخلوق ولو كانت تدعو إلى ما ذكره ما أمر النبي (ص) بزيارتها ولا زارها وزارها من بعده السلف والخلف الصالحين، وينقل عن الإمام أحمد أن الوجه في النهي المذكور إجلال حضر الله أن يناجيه العبد في مثل المقبرة والمزبلة والمجزرة وأعطان الإبل و أمثالها فإن الله راعى تطهير حضرته عن مثل ذلك ونهى أن يخاطب العبد فيه وأمرنا بلبس الثياب الطاهرة الطيّبة الرائحة إجلالًا لحضرته إلى آخر ما نقل عنه، وهذه علل اعتبارية ووجوه استحسانية لا تدور مدارها


[1] ينظر: التوضيح عن توحيد الخلاق/ الشيخ سليمان: 141، 142

[2] سورة يونس: 59.

نام کتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست