responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 476

الرّذائل، و وجود المقتضى بالتّحلية بالعلم و الفضائل، مع أنّ النّور بطبعه مشتاق إلى سنخه. فكلّما ازداد نورا وضوءا ، بازدياد الفضائل ، ازداد عشقا و محبّة إلى النّور القاهر، و ازداد غنى و قربا ، عقليّا ، من نور الأنوار.

و لو كانت الأنوار المتصرّفة غير متناهية قوّة التّأثير، ما حجبها جذب شواغل البرازخ عن الأفق النّوريّ، لأنّ جذب الشّواغل متناهى قوّة التّأثير، فلا يقاوم غير متناهي قوّة التّأثير، لكن حجبها الجذب، فقواها متناهية التّأثير.

و الأنوار الإسفهبذيّة إذا قهرت الجواهر الغاسقة، و قوى عشقها و شوقها إلى عالم النّور و استضاءت بالأنوار القاهرة، و حصل لها ملكة الاتّصال بعالم النّور المحض، فإذا انفسدت صياصيها لا تنجذب ، بالتّناسخ ، إلى صياصى أخرى، من أبدان الحيوانات الصّامتة المتنكّسة ، لكمال قوّتها و شدّة انجذابها إلى ينابيع النّور . أى العالم العقلىّ.

و النّور المتقوّى بالشّوارق العظيمة ، الفائضة عليه من القواهر، كنفوس الكاملين، العاشق لسنخه ، و هو عالم النّور ، ينجذب إلى ينبوع الحياة ، أى العالم العقلىّ، و النّور ، المتقوّي بما ذكرنا ، لا ينجذب إلى مثل هذه الصّياصى ، المنكوسة الصّامتة، لأنّ انجذابه إليها إنّما كان للضّعف، و قد تقوّى، و لا يكون له نزوع إليها، لأنّه قهر الظّلمات، لا قهرته الظّلمات، ليكون له نزوع إليها ، فيتخلّص، بعد فساد البدن، إلى عالم النّور المحض

و يصير قدّيسا، أى: طاهرا من الجهالات و الخيالات و العلائق الجسمانيّة و العوائق الجرمانيّة، بقداس، أى بطهارة، و كذا ما فى بعض النّسخ «بقدس» ، نور الأنوار و القواهر القدّيسين. و لمّا كان من المبادى لا يتصوّر القرب بالمكان ، لتنزّهها عنه و عمّا يتعلّق بالأجسام ، بل ، يتصوّر القرب منها ، بالصّفات، العقليّة و المعانى التّجرّديّة، (242 ، كان أكثر النّاس تجرّدا عن الظّلمات، أى، علائق الجسم، أقرب منها.

و الشّوق ، أى إلى العالم العلوىّ. و الصّقع الإلهيّ باجتناب الرّذائل و اكتساب الفضائل ، حامل الذّوات الدّرّاكة ، إلى الانجذاب ، إلى نور الأنوار. فالأتمّ شوقا أتمّ انجذابا و ارتفاعا إلى النّور الأعلى ، و فى نسخة «إلى عالم النّور الاعلى» و المعنى

نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست