responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 410

و أمّا أنّ «التّحجّر لأجزاء أرضيّة فى الماء ينعقد بعد انفصال الماء عنها بالتّبخير» ، فليس بشيء، لأنّه لو كان كذلك لشوهدت الأجزاء الأرضيّة فيه، لكثرتها. و لما كان التّحجّر دفعيّا، لتوقّفه على التّبخير، و هو لا يكون دفعيّا، و ليس: فليس.

و إذا جاز انقلاب الماء حجرا، لم يبعد انقلاب بعض الحيوانات حجرا، كما ورد فى الآثار: «أنّ جماعة مسخوا حجارة» . و يؤيّده رؤية المسافرين فى المدن الخرية من هذه الآثار كثيرا.

و انقلاب الهواء نارا ذات نوريّة يرى فى القدح . و هذا ممّا لا يخفى على بصير، فضلا عن خبير . و النّفّاخات العظيمة ، كإلحاح النّفخ على كير الحدّادين بعد سدّ منافذه الّتي يدخل فيها الهواء الجديد، فإنّه يحيل هواء الكير إلى النّاريّة و لذلك قال: الّتي تجعل الهواء نارا ذات نوريّة. و السّموم من هذا القبيل عند بعض، لأنّه هواء انقلب نارا، و لذلك يحرق ما يصادفه من الحيوانات، لكنّك قد علمت فيما سبق أنّ الحريق لا يختصّ بالنّار.

و لمّا بيّن انقلاب الماء إلى الأرض و الهواء إلى النّار دون عكسها، أراد أن يذكر دليلا على وجوب عكسهما، ليكون قد أتى بجميع الازدواجات الّتي بين العناصر فقال: و إذا صحّ انقلاب أحد العنصرين إلى الآخر ، كالماء إلى الأرض و الهواء إلى النّار ، يجب انقلاب الآخر إليه ، أى الأرض، إلى الماء و النّار إلى الهواء. أمّا الأوّل، فكما يشاهد من أصحاب الكيمياء من تحليلهم الأحجار بالمياه الحادّة أمواها سيّالة، و أمّا الثّاني، فكما يشاهد من الشّعل الصّاعدة الصّائرة هواء، لانتفاء الحرارة المحسوسة فيها.

و إلاّ كان فى الأدوار الغير المتناهية، لم يبق شيء من ذلك إلاّ انقلب إلى هذا، فلا يبقى منه شيء . و هو محال، لأنّه حينئذ ينقص العناصر و يختلّ نظام التّركيب، إذ لا بدّ له من الجميع.

و أيضا إذا صحّ الانقلاب، انقلاب كلّ من العناصر إلى الآخر امّا بغير واسطة، كانقلاب أحدها إلى ما يخالفه فى كيفيّة واحدة، كالهواء إلى الماء و إمّا بغير واسطة،

نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست