responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 32

و إذ عرفت ذلك، فاعلم أنّ مرتبة المنطق أن يقرأ بعد تهذيب الأخلاق و تقويم الفكر ببعض العلوم الرّياضيّة من الهندسة و الحساب.

أمّا الأوّل، فلما قال بقراط فى كتاب الفصول: «البدن الّذي ليس بالنّقىّ كلّما غذوته إنّما تزيده شرّا و وبالا» . ألا ترى: أنّ من لم يتهذّب أخلاقهم و لم يتطهّر أعراقهم إذا شرعوا فى المنطق، سلكوا منهج الضّلال و انخرطوا فى سلك الجهّال، و أنفوا أن يكونوا مع الجماعة و يتقلّدوا ذلّ الطّاعة، فجعلوا الأعمال الطّاهرة و الأقوال الظّاهرة من البدائع الّتي وردت بها الشّرائع دبر آذانهم و الحقّ تحت أقدامهم، متمحّلين لطريقهم حجّة و متطلّبين لضلالهم جنّة: و هى أنّ الحكمة ترك الصّور و إنكار الظواهر، إذ فيها يتحقّق معانى الأشياء دون صورها، و بممارستها يطّلع على حقائق الأمور دون ظواهرها.

و لم يخطر لهم بالبال: أنّ الصّور مرتبطة بمعانيها و ظواهر الأشياء مبنيّة على حقائقها، و أنّ الحقيقة ترك ملاحظة العمل، لا ترك العمل، كما ظنّوا، و اللّه عزّ شأنه و بهر برهانه ينتصف منهم يوم تبلى السّرائر و تبدى الضّمائر، فإنّهم أبعد الطّوائف عن الحكماء عقيدة، و أظهر المعاندين لهم سريرة.

و أمّا الثّاني، فليستأنس طباعهم بالبرهان.

و القسمة و هى أبواب المنطق تسعة: إيساغوجى، و هو بحث الألفاظ الخمسة، و قاطيغورياس، و هو المقولات العشر، و باريرميناس، و هو القضايا، و القياس، و البرهان و الحدّ و ما يجرى مجراه، و الجدل، و الخطابة، و السّفسطة، و هى المغالطة، و الشّعر.

(8 -و الأنحاء التعليميّة كلّها موجودة فى المنطق: فالتّقسيم هو التّكثير من فوق إلى أسفل، كتقسيم الجنس إلى الأنواع، و النّوع إلى الأصناف، و الصّنف إلى الأشخاص، و الذّاتيّ إلى الجنس و النّوع و الفصل، و العرضىّ إلى الخاصّة و العرض العامّ. و التحليل: هو التّكثير من أسفل إلى فوق. و التّحديد: هو فعل الحدّ، و هو ما يدلّ على الشّيء دلالة مفصّلة بما به قوامه، بخلاف الاسم، فإنّه يدلّ عليه دلالة

نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست