نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 286
إدراك الأنائيّة، إذن ليست بصفة و لا
أمر زائد، على ذات المدرك، كيف ما كان، المدرك.
و لمّا استشعر أن يقال: «لا يلزم من كون
المدركيّة غير زائدة على الأنائيّة أن تكون نفسها، لجواز أن يكون جزءها» ، قال: و
ليست، المدركيّة» ، جزءا لأنائيّتك، فيبقى الجزء الآخر مجهولا حينئذ، إذا كان ،
الجزء الآخر ، وراء المدركيّة و الشّاعريّة، فيكون مجهولة، و لا يكون من ذاتك
الّتي شعورها لم يزد عليها .
و لمّا استشعر أيضا أن يقال: «لا يلزم
من كون المدركيّة نفس الأنائيّة أن يكون ما أنت به أنت أنائيّتك إلاّ إذا بيّن أنّ
الشّيئيّة غير زائدة على المدركيّة» ، قال: فبيّن من هذا الطّريق أنّ الشّيئيّة
ليست بزائدة أيضا على الشّاعر ، أى: المدرك لذاته، إذ لو زادت عليه لكانت وراء
الشّاعريّة فتكون مجهولة، و لا تكون من ذاتك الّتي شعورها (144 لم يزد عليها. فهو أى: الشّاعر الّذي هو المدرك
لذاته، الظّاهر لنفسه بنفسه، و لا خصوص معه حتّى يكون الظّهور حالا له، بل هو نفس
الظّاهر، لا غير، فهو نور لنفسه، فيكون نورا محضا . لما تقدّم فى «الضّابط
الثّاني» ، أنّ كلّ نور لنفسه فهو نور محض.
و لأنّ الظّهور حقيقة النّور و الإظهار
صفته، قال : و مدركيّتك لأشياء أخرى، الّتي هى إظهارها لك، تابع لذاتك ، لكونها
صفة لها، فلا يكون نفسها و لا جزءها، و كذا استعداد المدركيّة خارج عن حقيقتها. و
لهذا قال: و استعداد المدركيّة عرضىّ لذاتك.
و إن فرضت ذاتك إنيّة أى حقيقة موجودة،
تدرك ذاتها، فتتقدّم ذاتها. و فى أكثر النّسخ: «تدرك نفسها» ، فتتقدّم نفسها على
الإدراك، فتكون ، ذات تلك الإنيّة، مجهولة ، لأنّ كلّ ما يتقدّم ذاته على الإدراك
مجهول ، و هو محال، لاستحالة كون الذّات المدركة لذاتها الّتي هى نفس الظّهور و
الإدراك مجهولة، فليس، المدرك لذاته، إلاّ ما قلنا ، من أنّه نفس الإدراك و
الظّهور الرّوحانيّ، لا شيء آخر يتبعه الإدراك. و إذا أردت أن يكون للنّور ،
[اى]لمطلق النّور، سواء كان مجرّدا أو عارضا، و إن
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 286