نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 263
الجليديّة بأجزائها، فلها أجزاء و
امتداد خرج عن حدّ العين، فلا يرى ، الجبل ، كما هو ، بل يرى ما انطبع منه فى
الجليديّة، و هو بعض الجبل . و لا يكون المقدار الزّائد على الجليديّة فى محلّ . و
هو محال.
و من أنصف تفطّن لصعوبة انطباع الشّبح.
و هذه قاعدة مهمّة جدّا فيما نحن بسبيله . على ما سيظهر فى قسم الأنوار إن شاء
اللّه.
قاعدةفى حقيقة صور المرايا
و المراد من المرآة كلّ صقيل من
الأجسام، حتّى الماء و البلّور و الجليديّة، فإنّها كالماء الصّافى و البلّور،
يظهر (133 عند مقابلته لشيء الأشباح و المثل
الرّوحانيّة للشّيء المقابل.
إنّ الصّورة ، و فى أكثر النّسخ: «اعلم
أنّ الصّورة» ليست فى المرآة، و إلاّ ما اختلفت رؤيتك للشّيء فيها باختلاف مواضع
نظرك إليها . إذ الهيئات الثّابتة فى الأجسام، كالسّواد و غيره، لا يختلف رؤيتنا
لها باختلاف مواضع نظرنا إليها.
و أيضا إذا لمست المرآة بإصبعك، و هى
بعيدة عن وجهك بذراع، صادفت بين صورة إصبعك و ملتقى إصبعك و بين صورة الوجه ،
المرئيّة فى المرآة ، مسافة، لا يفى بها عمق المرآة، فليست الصّورة فيها. على أنّ
الصّورة لو كانت فيها، لكانت فى سطحها الظّاهر، إذ هو المصقول منها. و ليس كذا ،
إذ لو كان كذا لما صادفت المسافة المذكورة أصلا . و ليست هى فى الهواء ؛ لأنّه
شفّاف لا يظهر فيه شيء.
و لا يقال: هذا الهواء الّذي نحن فيه-و
هو ما تحويه كرة البخار الّتي بعد سطحها عن جميع جوانب الأرض سبعة عشر فرسخا، على
ما حقّقناه و برهنّا عليه فى مؤلّفاتنا فى علم الهيئة-كثيف، و لهذا يقبل النّور و
الظّلمة و يحدث اللّيل و النّهار، و إذا جاز فيه ظهور النّور و الظّلمة فلم لا
يجوز ظهور الصّورة فيه؟
قلنا: نحن نقطع بالبديهة أنّا لو كنّا
فى الهواء الشّفّاف-و هو الخالى عن الهيئات، أعنى ما فوق كرة البخار الّذي لا يقبل
النّور و الظّلمة، و لذلك لا يكون
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 263