responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 256

و الآلات و الشّروط الّتي يحصل عندها الإدراك هى معدّات لإفاضة فيض الصّور علينا. و لو لا القصور البشرىّ لما احتجنا فى الإدراك إلى توسّط هذه الأشياء، بل كان مفيد الصّور و الهيئات يفيدنا إيّاها بدونها، كما هو الحال فى النّفوس الفلكيّة.

و إذا كان عرضا، فلا ينتقل ، من محلّ إلى محلّ، لاستحالة الانتقال على الأعراض، بل يحدث فيما يقابل الشّمس ابتداء، لا انتقالا.

و علّتها ، و علّة هذه الهيئة. و هى المعدّة، لما عرفت آنفا، لا الفاعليّة، لأنّه واهب الصّور، و لا القابليّة، لأنّها الأجرام المستنيرة. و هذه الأجرام، كالمرايا، لكونها مظاهر لوجودات تلك الأشعّة النّوريّة. [الجسميّة، لظهورها على سطوحها، كما كانت المرايا مظاهر لوجود الأشباح المقابلة لها من العقل المفارق أيضا. و يلازمان.]إذ لو كان حصول الأشعّة من النيّرات الكوكبيّة و غيرها زمانيّا، لكان إذا أشرقت الشّمس من المشرق لم يستضيء الأرض إلاّ بعد زمان.

فظهر أنّ حصول الأشعّة الجسمانيّة [ليس بانتقال و لا بانفصال شيء منها، أى: من النّيّرات، و لا فى زمان. و اعتبر حصول الأشعّة العقليّة به فى كونه]ليس بانتقال و لا بانفصال و لا بزمان. و ليكن هذا على ذكرك، فإنّك ستنتفع به فى قسم الأنوار فإذن، العلّة المعدّة للشّعاع: هى المضىء بواسطة جسم شفّاف كالهواء . على معنى أنّ حصولها للمضيء علّة معدّة لحصولها فى المستضيء بالواسطة المذكورة. و الضّوء و النّور و الشّعاع، بأىّ عبارة شئت، كمال محسوس لكلّ ما يستضيء به.

و ظنّ أنّ الشّعاع هو اللّون، و ليس الشّعاع الّذي على الأسود غير سواده ، بل سواد الأسود و زرقة الأزرق حصّة ما من الشّعاع الحاصل من النّيّر، و اختلاف الألوان باختلاف استعدادات القوابل. و احتجّوا عليه بأن قالوا: الألوان معدومة فى الظّلمة، لأنّا ما نراها فيها، و عدم الرّؤية إمّا أن يكون لكونها معدومة فى نفسها، أو لأنّ الظّلمة ساترة لها و عائقة عن الإبصار.

و ليس عدم الرّؤية، أنّ، أى: لأنّ، فإنّ حروف الجرّ تحذف من أن و أنّ قياسا،

نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست