نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 166
المقدّمتين، و إنّما كان هو بعينه إذ
يطلبون شيئا يحمل عليه الجيميّة و البائيّة، مثلا، كالدّاليّة، و يقولون: «كلّ د
ج، و كلّ د ب، فبعض ج ب.
و الحاصل: أنّهم يبيّنون عكس الموجبتين
بالافتراض، بل بالشّكل الثّالث، لأنّه عينه. و قد عرفت فيما تقدّم أنّ الافتراض
ليس هو الشّكل الثّالث بما فيه مقنع و كفاية، فلا حاجة إلى الإعادة.
ثمّ يبيّنون الشّكل الثالث بردّه إلى
الأوّل بالعكس ، أى بعكس الموجبتين، فيدور البيان، و يلزم منه تبيين الشّيء، و هو
الشّكل الثالث، بما بيّن به، و هو عكس الموجبتين.
ثمّ الخلف فى العكس استعماله غير مطبوع،
فإنّ الخلف من القياسات المركّبة.
و من لم يعرف القياسات، و استنتاجها،
كفته سلامة القريحة فى معرفة صحّة قياسيّته، فليقنع بذلك فى جميع المطالب
العلميّة، فلا يحتاج إلى تطويل فى قياس الخلف.
و لست أنكر أنّ الإنسان ينتفع بالخلف و
يعرف صحّته و إن لم يعرف كونه مركّبا من قياسين، اقترانىّ و استثنائىّ، و لم يطّلع
على تفاصيل أحكامه. و أنّ الخلف يعرف منه و يتبيّن به صحّة العكوس الّتي ذكروها. و
لكن عن التّطويل فى هذه الأشياء استغناء ، أى: بما ذكره، من بيان العكس، لا
بالخلف، بل بالضّوابط القليلة العدد الكثيرة الفوائد.
و اعلم: أنّ الفرق بين الخلف و
المستقيم: أنّ المستقيم يتوجّه إلى إثبات المطلوب أوّل توجّهه و يتألّف ممّا
يناسبه، و تكون مقدّماته مسلّمة أو ما فى حكمها، و لا يكون المطلوب، موضوعا فيه
أوّلا و أنّ الخلف يتوجّه أوّلا، إلى إبطال نقيض المطلوب. و يشتمل على ذلك النّقيض،
و لا يشترط فيه تسليم المقدّمات، بل كونها بحيث لو سلّمت أنتجت، و يكون المطلوب
فيه موضوعا أوّلا، و منه ينتقل إلى نقيضه. و ربّما لا يدلّ على نفس المطلوب، بل
على ما هو أعمّ منه و أخصّ أو مساو إذا وضع ذلك و ظنّ أنّه المطلوب. [و لا ينافى
ذلك صدق
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 166