نام کتاب : نظرية الحكم في الإسلام نویسنده : الأراكي، الشيخ محسن جلد : 1 صفحه : 400
اتّفقت
رواية المسلمين بشأنهم عن رسول الله (ص) أنّه قال فيهم: «إنّي تارك فيكم الثقلين:
كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً»[1].
وأنّه قال فيهم: «ألا إنّ مَثلَ أهل بيتي فيكم مَثلُ سفينة نوح: من ركبها نجا، ومن
تخلّف عنها غرق».[2]
ألا
كان ينبغي لهؤلاء جميعاً أن يتريّثوا في هذا الأمر الخطير كي يفرغ بقيّة المسلمين
من تجهيز رسول الله (ص)، والصلاة عليه، ثمّ يشاركونهم المشورة والرأي؟ ومتى وكيف
رأت هذه الأقلّية المجتمعة في سقيفة بني ساعدة أنّ لها أن تتّخذ القرار في مثل هذا
الشأن المصيري في غياب من قاطبة المسلمين؟
النقطة
الثانية:
لم
يكن اجتماع السقيفة- في ضوء ما مضى من رواية التاريخ- شورى اجتمع فيها المسلمون
ليتبادلوا الرأي حول مصير السلطة في المجتمع الإسلامي، بل كان حلبة تنافس وصراع،
انتهى ضمن عملية مبادرة فردية- من غير قرار جماعي- إلى مبايعة أبي بكر، أعقبتها
عمليات إجبار على البيعة، حُملت خلالها الجماعات المختلفة على البيعة مرغمة مسلوبة
الاختيار، رافقتها- أحياناً- عمليات دهم للبيوت، كالذي حصل بالنسبة لبيت فاطمة
(عليها السلام) حبيبة رسول الله (ص) وبضعة لحمه، وتهديد بالقتل، كالذي حصل بشأن
عليّ بن أبي طالب (ع)، وتحشيد لقوى