responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية الحكم في الإسلام نویسنده : الأراكي، الشيخ محسن    جلد : 1  صفحه : 32

وأفعاله وتصرّفاته.

والأمر كذلك في مجال‌ الإنسان المجتمع‌، فإنّ الشخصيّة الاجتماعية للمجتمع إنّما تكون صاحبة سلطة على ذاتها عن طريق الإرادة الملزمة التي يتحتّم على أفراد المجتمع ومؤسّساته- وهم أعضاء الجسم الاجتماعي وأطرافه- تنفيذها والالتزام بها، ولا يمكن لعنصر الإلزام أن ينفصل عن السلطة الاجتماعية السياسية؛ لأنّ السلطة السياسية في المجتمع متقوّمة بعنصر الإلزام هذا، وبفقدانها لعنصر الإلزام تفقد السلطة السياسية للمجتمع هويّتها وحقيقتها، كما تفقد السلطة في الشخصيّة الفردية هويّتها بفقدان الإرادة الفردية لعنصر الإلزام.

الفارق بين السلطتين: الفردية والاجتماعية:

وعلى رغم هذا التشابه بين السلطة الفردية والسلطة السياسية الاجتماعية في اتّصافهما معاً بعنصر الإلزام- باعتباره جوهر السلطة فيهما- لكنّ هناك فارقاً أساسياً في طبيعة الإلزام بينهما؛ يتمثّل في أنّ السلطة الفردية إنّما يتوجّه إلزامها إلى قوى الفرد وأعضائه التي تخضع لسلطة الإرادة الفردية خضوعاً جبرياً تكوينياً، فلا تملك من ذاتها الإرادة التي تستطيع بها الخروج على سلطة الإرادة الفردية، والتمرّد عليها، فإلزام السلطة الفردية إلزام تكويني طبيعي جبري، خلافاً لإلزام السلطة الاجتماعية فإنّ أعضاءها (المتمثّلة في أفراد المجتمع ومؤسّساته) لا تخضع للسلطة السياسية الاجتماعية خضوعاً طبيعياً جبرياً، بل هي مختارة مريدة تملك من ذاتها إرادة مستقلّة يمكنها معها أن تتمرّد على السلطة الحاكمة وتخرج عن إرادتها.

ومن هنا فطبيعة الإلزام في سلطة الإرادة الفردية تختلف عن طبيعة الإلزام‌

نام کتاب : نظرية الحكم في الإسلام نویسنده : الأراكي، الشيخ محسن    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست