تجدوه أبي دون آبائكم وأخا ابن
عمي دون رجالكم، ثم ذكرت كلاما طويلا...
تقول
في آخره: ثم أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لي! «أ فحكم
الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون»[1]
إيها معاشر المسلمين! ابتز إرث أبي! أبى الله أن ترث يابن أبي قحافة أباك ولا أرث
أبي! لقد جئت شيئا فريا!! إلى آخر خطبتها[2].
وجاء
في بعض الروايات كما في كتاب السقيفة وفدك لأبيبكر الجوهري وغيره، أنها قالت في
خطبتها:
[2] ابن أبي الحديد في شرح النهج 16: 211، وروى
ابن أبي الحديد هذه الخطبة عن طريق عروة عن عائشة، في موضع آخرمنه( 16: 251)، فقد
روت عائشة خطبة فاطمة مشابهة لمامر وفيها قالت فاطمة:... حتى إذا اختار الله لنبيه
دار أنبيائه، ظهرت حسيكة النفاق، وشمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين... وأطلع
الشيطان رأسه صارخا بكم، فدعاكم فألفاكم لدعوته مستجيبين، ولقربه متلاحظين، ثم
استنهضكم فوجدكم خفافا، وأحمشكم فألفاكم غضابا، فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير
شربكم، هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، إنما زعمتم ذلك خوف
الفتنة« ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين» فهيهات! وأنى بكم وأنى
تؤفكون!! وكتاب الله بين أظهركم، زواجره بينة، وشواهده لائحة، وأوامره واضحة،
أرغبة عنه تريدون، أم لغيره تحكمون؟ بئس للظالمين بدلا« ومن يبتغ غير الإسلام دينا
فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين» ثم لم تلبثوا إلاريث أن تسكن نفرتها،
تسرون حسوا في ارتغاء، ونحن نصبر منكم على مثل حز المدى، وأنتم الآن تزعمون أن لا
ارث لنا« أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون» يابن أبي
قحافة! أترث أباك ولا أرث أبي!؟ لقد جئت شيئا فريا! فدونكها مخطومة مرحولة، تلقاك
يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر
المبطلون! إلى آخر الخبر