بعض الشيعة بإطفاء الأنوار
والمصابيح في ليلة العاشر من المحرم وذلك لإيجاد جوّ من الروحانية وبيان عظمة
المصيبة الحسينية. إن افتراءات المخالفين كثيرة ولا ينبغي الاهتمام بها، والحقائق
ستتضح يوما بعد يوم، وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح.
س:
نسمع في هذه الأيام أن لا معنى لإقامة المراسم التقليدية لعزاء الإمام الحسين
(عليه السلام) في عصر الحضارة والتقدم، وأنه ما دام ارتباطنا بالإمام الحسين (عليه
السلام) قلبيا فلا حاجة إلى هذه المراسم أصلًا. فما هو رأيكم الشريف في هذا
الموضوع؟
ج:
بسمه تعالى، إن هذه المراسم التي يرى البعض أنها غير متعارفة هي مما يوجب البقاء
للحماسة الكربلائية. فهذا العزاء يلفت أنظار الناس ولابد من السعي لإبقائه جيلا
بعد جيل؛ فإن أئمتنا (عليهم السلام) أكدوا على ذلك ورغبّوا فيه[1]
[1] قال الرضا( عليه السلام) .... من كان يوم
عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره
....« عيون أخبار الرضا» ج 2، ص 267، ح 57.
وقال( عليه السلام):« كان أبي إذا
دخل شهر المحرم لا يُرى ضاحكا وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام،
فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ...» بحار الأنوار، ج
44، ص 283، ح 17.
وقال الإمام الصادق( عليه
السلام):« الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا» كامل
الزيارات، ص 539، ح 829.
قالَ الرِّضا( عليه السلام): يا
دِعْبِلُ! احِبُّ انْ تُنْشِدَنِي شِعْراً فَإنّ هذِهِ الأيّامُ أيّامُ حُزْن
كانَتْ عَلَيْنا أَهْلَ الْبَيْتِ( عليه السلام) ...؛[ بحار الأنوار، ج 45، ص 257،
ح 15]
قالَ الرِّضا( عليه السلام): ...
يا دِعْبِلُ! إِرْثِ الْحُسَيْنَ( عليه السلام) فَأَنْتَ ناصِرُنا وَمادِحُنا ما
دُمْتَ حَيّاً فَلا تَقْصُرْ عَنْ نَصْرِنا ما اسْتَطَعْتَ ...؛[ بحار الأنوار، ج
45، ص 257، ح 15]