responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد    جلد : 1  صفحه : 33

4- أمره سبحانه وتعالى النبي (صلى الله عليه وآله) بالاستغفار، وغير ذلك.

الجواب عنه:

ورأيهم هذا باطل، وما استظهروه من الدلالة لاينهض على ما ذكروه، والجواب عن ذلك بنحو إجمالي يتوزع بحسب الآيات، فأمّا ما كان من أمر الاستغفار فنقول:

إن استغفار المؤمن لربّه يقع في مقامين:

الأول- مثل ما يحصل للمؤمن إذا طلب منه فعل شي‌ء يعلم بأن اللّه سبحانه قد حرّمه ولايرضى بفعله والقيام به، فيقول المؤمن لمن طلب منه: أستغفر اللّه، أو أعوذ باللّه.

الثاني- أن يرتكب الفعل المطلوب منه ثمّ يندم على ما صدر منه فيقول تائباً: أستغفر اللّه.

والاستغفار في المقام الأوّل يدلّ على علو مرتبة المطلوب منه ونزاهته، ومنه قول يوسف (عليه السلام): (مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ)[1].

مضافاً إلى أنّ ما ورد من توجيه الأمر بالاستغفار إلى النبي (صلى الله عليه وآله) هو من قبيل (إياك أعني واسمعي يا جارة) كما سيأتي التعرّض إلى ذلك، فلم يكن هو المراد بذلك الطلب.

وأما ما ورد في قصة يوسف (عليه السلام): (وَ هَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى‌ بُرْهانَ رَبِّهِ)، فيتوقف الجواب على معرفة المراد من برهان ربّه الذي رآه، فنقول: هو يقينه (عليه السلام) وإيمانه بربّه الذي أحسن مثواه، وهو متّصف به قبل الابتلاء بالواقعة، ولهذا قال لها: (مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ)، فليس المراد من هذه الجملة أنّه مال إلى الفعل وانقدح في نفسه‌


[1] سورة يوسف: الآية 23.

نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست