فيلزم إنشاء الإلغاء و إعلانه
لئلا يفوت على المحكوم عليه حق أو يتوجه إليه ضرر.
و
قد يناقش في النقض بأنّه غير جائز، لأنّ الحكم كان على موازين القضاء بنظر القاضي
حين قضائه، و بتعبير آخر الموضوع لنفوذ حكمه كونه بشهادة رجلين قد أحرز عدالتهما
عند حكمه لا العدالة الواقعية، فيكون نظير جواز الاقتداء، حيث إنّ الموضوع له
إحراز عدالة الإمام عند الاقتداء بصلاته لا عدالته الواقعية، و لذا لا يكون انكشاف
فسق الإمام موجبا لبطلان صلاة المأموم.
و
لكن لا يخفى انّ الموضوع للحكم النافذ كونه بالبينة أي بشهادة العدلين، و نظر
القاضي و إحرازه طريق إلى ما هو الموضوع لنفوذ حكمه و جوازه، و بانكشاف عدم عدالة
الشاهدين يعلم عدم تحقق الحكم النافذ، و دعوى أنّ العدالة إحرازها شرط لم يعلم لها
وجه صحيح، بل الأمر في الائتمام أيضا كذلك حيث إنّ الموضوع لجواز الائتمام عدالة
الإمام.
و
ما في بعض الروايات: «لا تصلّ إلّا خلف من تثق بدينه»[1]،
لا يدل على كون الموضوع لجواز الائتمام الوثوق بعدالة الإمام، حيث إنّ ظاهره أخذ
الوثوق و العلم و نحوهما في خطاب الحكم بما هو طريق لا لدخله في موضوع الحكم، و لا
أقل من حمله على ذلك جمعا بين الروايات و عدم إعادة الصلاة بعد انكشاف بطلان
الجماعة لحديث لا تعاد، و الرواية الواردة لا تتعدى عن مدلول الحديث.
هذا
كلّه فيما إذا انكشف فسق الشاهدين أو أحدهما حال الشهادة، أمّا إذا انكشف طريان
الفسق بعد الحكم أو قبله و بعد الشهادة فلا موجب لجواز
[1] الوسائل: ج 4، الباب 10 من أبواب صلاة
الجماعة، الحديث 2: 389.