و قيل: لا يقتصر في المجوسي
على لفظ الجلالة بل يضمّ إلى هذه اللفظة الشريفة ما يزيل الاحتمال لأنّه يسمّي
النور إلها (1)، و لا يجوز الإحلاف بغير أسماء (1) قال الشيخ في المبسوط أنّه يطلب في استحلاف المجوسي أن يضيف إلى
لفظ الجلالة أمرا لينحصر مدلوله باللّه سبحانه و اللّه الذي خلق النور و الظلمة أو
باللّه الذي خلق كل شيء، و وجه الإضافة أنّ المجوسي يرى النور إليها، فلعل في
حلفه أراد النور فلا يكون حالفا باللّه سبحانه.
و
ناقش في الجواهر بما حاصله: أنّ اضافة خالق النور أو كل شيء إلى لفظ الجلالة لا
تقتضي أن يريد المجوسي الحالف ذاته المقدسة مع أن المعتبر في الحلف ارادة المحلّف
لا الحالف، و لو طلب الحاكم الحلف باللّه سبحانه و علمنا أنّ الحالف يريد بلفظ
الجلالة غير ذاته المقدسة فلا يضر في القضاء و الحكم، و الحاصل أنّ الإطلاق في
الروايات الواردة في الحلف باللّه مقتضاها عدم اعتبار الزيادة و الإضافة.
أقول:
مقتضى الإطلاق و إن كان ما ذكره فيما إذا احتمل إجابة المجوسي أو غيره بالحلف الذي
طلبه الحاكم، أمّا إذا علم خلافه و أنّه أراد غيره فلا يكفي في القضاء لعدم صدق
الحلف باللّه عزّ و جلّ عليه.
و
دعوى أنّ الحلف يتبع ارادة المحلّف دون الحالف لا يمكن المساعدة عليها، لأن حلف
باللّه سبحانه فعل الحالف، أضف إلى ذلك صحيحة صفوان قال: «سألت أبا الحسن- عليه
السلام- عن الرجل يحلف و ضميره على غير ما حلف عليه؟ قال: اليمين على الضمير»[1]،
فإنّها و إن كانت ناظرة إلى قصد الحالف في المحلوف عليه إلّا أنّه لا يحتمل الفرق
بينه و بين المحلوف به. و نحوها صحيحة إسماعيل بن سعد الأشعري[2].
[1] الوسائل: ج 18، الباب 21 من أبواب كيفية
الحكم، الحديث 1: 179.
[2] الوسائل: ج 18، الباب 21 من أبواب كيفية
الحكم، الحديث 2: 179.