أَهْلِهَا وَ إِنَّمَا یُعْوِزُ أَهْلُهَا لِإِشْرَافِ أَنْفُسِ الْوُلاَهِ عَلَی الْجَمْعِ [1] وَ سُوءِ ظَنِّهِمْ بِالْبَقَاءِ وَ قِلَّهِ انْتِفَاعِهِمْ بِالْعِبَرِ.

ثُمَّ انْظُرْ فِی حَالِ کُتَّابِکَ فَوَلِّ عَلَی أُمُورِکَ خَیْرَهُمْ وَ اخْصُصْ رَسَائِلَکَ الَّتِی تُدْخِلُ فِیهَا مَکَایِدَکَ وَ أَسْرَارَکَ بِأَجْمَعِهِمْ لِوُجُوهِ صَالِحِ الْأَخْلاَقِ مِمَّنْ لاَ تُبْطِرُهُ [2] الْکَرَامَهُ فَیَجْتَرِئَ بِهَا عَلَیْکَ فِی خِلاَفٍ لَکَ بِحَضْرَهِ مَلَإٍ [3] وَ لاَ تَقْصُرُ بِهِ الْغَفْلَهُ [4] عَنْ إِیرَادِ مُکَاتَبَاتِ عُمِّالِکَ عَلَیْکَ وَ إِصْدَارِ جَوَابَاتِهَا عَلَی الصَّوَابِ عَنْکَ فِیمَا یَأْخُذُ لَکَ وَ یُعْطِی مِنْکَ وَ لاَ یُضْعِفُ عَقْداً اعْتَقَدَهُ لَکَ [5] وَ لاَ یَعْجِزُ عَنْ إِطْلاَقِ مَا عُقِدَ عَلَیْکَ [6] وَ لاَ یَجْهَلُ مَبْلَغَ قَدْرِ نَفْسِهِ فِی الْأُمُورِ فَإِنَّ الْجَاهِلَ بِقَدْرِ نَفْسِهِ یَکُونُ بِقَدْرِ غَیْرِهِ أَجْهَلَ ثُمَّ لاَ یَکُنِ اخْتِیَارُکَ إِیَّاهُمْ عَلَی فِرَاسَتِکَ [7] وَ اسْتِنَامَتِکَ [8] وَ حُسْنِ الظَّنِّ مِنْکَ - فَإِنَّ الرِّجَالَ یَتَعَرَّضُونَ لِفِرَاسَاتِ [9] الْوُلاَهِ بِتَصَنُّعِهِمْ [10] وَ حُسْنِ خِدْمَتِهِمْ وَ لَیْسَ وَرَاءَ ذَلِکَ مِنَ النَّصِیحَهِ وَ الْأَمَانَهِ شَیْءٌ وَ لَکِنِ اخْتَبِرْهُمْ بِمَا وُلُّوا لِلصَّالِحِینَ قَبْلَکَ فَاعْمِدْ لِأَحْسَنِهِمْ کَانَ فِی الْعَامَّهِ أَثَراً وَ أَعْرَفِهِمْ بِالْأَمَانَهِ وَجْهاً فَإِنَّ ذَلِکَ دَلِیلٌ عَلَی نَصِیحَتِکَ لِلَّهِ وَ لِمَنْ وُلِّیتَ أَمْرَهُ وَ اجْعَلْ لِرَأْسِ کُلِّ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِکَ رَأْساً مِنْهُمْ لاَ یَقْهَرُهُ کَبِیرُهَا وَ لاَ یَتَشَتَّتُ عَلَیْهِ کَثِیرُهَا وَ مَهْمَا کَانَ فِی کُتَّابِکَ مِنْ عَیْبٍ فَتَغَابَیْتَ [11] عَنهُ أُلزِمتَهُ.

[1] 4116.إشراف أنفسهم علی الجمع: لتطلع أنفسهم إلی جمع المال، ادخارا لما بعد زمن الولایه إذا عزلوا.

[2] 4117.لا تُبْطِره: أی لا تطغیه.

[3] 4118. جماعه من الناس تملأ البصر.

[4] 4119.لا تُقصر به الغفله: أی لا تکون غفلته موجبه لتقصیره فی اطلاعک علی ما یرد من أعمالک، و لا فی إصدار الأجوبه عنه علی وجه الصواب.

[5] 4120.عَقْداً اعْتَقَدَه لک: أی معامله عقدها لمصلحتک.

[6] 4121.لا یعجز عن إطلاق ما عُقِد علیک: إذا وقعت مع أحد فی عقد کان ضرره علیک لا یعجز عن حل ذلک العقد.

[7] 4122.الفِراسه - بالکسر - قوه الظن و حسن النظر فی الأمور.

[8] 4123.الاستنامه: السکون و الثقه.

[9] 4124. «یتعرفون لفراسات الولاه»: أی یتوسلون الیها لتعرفهم.

[10] 4125.بتصنعهم: بتکلفهم إجاده الصنعه.

[11] 4126.تغابیت: أی تغافلت.