ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَکَ فَإِنَّهُ یَسْعَی فِی مَضَرَّتِهِ وَ نَفْعِکَ وَ لَیْسَ جَزَاءُ مَنْ سَرَّکَ أَنْ تَسُوءَهُ.
وَ اعْلَمْ یَا بُنَیَّ أَنَّ الرِّزْقَ رِزْقَانِ رِزْقٌ تَطْلُبُهُ وَ رِزْقٌ یَطْلُبُکَ فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاکَ مَا أَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحَاجَهِ وَ الْجَفَاءَ عِنْدَ الْغِنَی إِنَّمَا لَکَ مِنْ دُنْیَاکَ مَا أَصْلَحْتَ بِهِ مَثْوَاکَ [1] وَ إِنْ کُنْتَ جَازِعاً عَلَی مَا تَفَلَّتَ [2] مِنْ یَدَیْکَ فَاجْزَعْ عَلَی کُلِّ مَا لَمْ یَصِلْ إِلَیْکَ - اسْتَدِلَّ عَلَی مَا لَمْ یَکُنْ بِمَا قَدْ کَانَ فَإِنَّ الْأُمُورَ أَشْبَاهٌ وَ لاَ تَکُونَنَّ مِمَّنْ لاَ تَنْفَعُهُ الْعِظَهُ إِلاَّ إِذَا بَالَغْتَ فِی إِیلاَمِهِ فَإِنَّ الْعَاقِلَ یَتَّعِظُ بِالْآدَابِ وَ الْبَهَائِمَ لاَ تَتَّعِظُ إِلاَّ بِالضَّرْبِ. اطْرَحْ عَنْکَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ وَ حُسْنِ الْیَقِینِ مَنْ تَرَکَ الْقَصْدَ [3] جَارَ [4] وَ الصَّاحِبُ مُنَاسِبٌ [5] وَ الصَّدِیقُ مَنْ صَدَقَ غَیْبُهُ [6]. وَ الْهَوَی [7] شَرِیکُ العَمَی وَ رُبّ بَعِیدٍ أَقرَبُ مِن قَرِیبٍ وَ قَرِیبٍ أَبعَدُ مِن بَعِیدٍ وَ الغَرِیبُ مَن لَم یَکُن لَهُ حَبِیبٌ مَن تَعَدّی الحَقّ ضَاقَ مَذهَبُهُ وَ مَنِ اقتَصَرَ عَلَی قَدرِهِ کَانَ أَبقَی لَهُ وَ أَوثَقُ سَبَبٍ أَخَذتَ بِهِ سَبَبٌ بَینَکَ وَ بَینَ اللّهِ سُبحَانَهُ وَ مَن لَم یُبَالِکَ [8] فَهُوَ عَدُوّکَ قَد یَکُونُ الیَأسُ إِدرَاکاً إِذَا کَانَ الطّمَعُ هَلَاکاً لَیسَ کُلّ عَورَهٍ تَظهَرُ وَ لَا کُلّ فُرصَهٍ تُصَابُ وَ رُبّمَا أَخطَأَ البَصِیرُ قَصدَهُ وَ أَصَابَ الأَعمَی رُشدَهُ أَخّرِ الشّرّ فَإِنّکَ إِذَا شِئتَ تَعَجّلتَهُ [9] وَ قَطِیعَهُ الجَاهِلِ تَعدِلُ صِلَهَ
[1] 3725.مثواک: مقامک، من ثوی یثوی: أقام یقیم، و المراد هنا: منزلتک من الکرامه.
[2] 3726.تفلّت - بتشدید اللام -: أی تملّص من الید فلم تحفظه.
[3] 3727.القصد: الاعتدال.
[4] 3728.جار: مال عن الصواب.
[5] 3729.الصاحِب مناسب: أی یراعی فیه ما یراعی فی قرابه النسب.
[6] 3730.الغیْب: ضد الحضور أی من حفظ لک حقک و هو غائب عنک.
[7] 3731.الهوی: شهوه غیر منضبطه و لا مملوکه بسلطان الشرع و الأدب.
[8] 3732.لم یُبَالِکَ: أی لم یهتم بأمرک. بالتیه و بالیت به: أی راعیته و اعتنیت به.
[9] 3733.تَعَجّلْتَه: استبقت حدوثه.