خَلَقَکَ وَ رَزَقَکَ وَ سَوَّاکَ - وَ لْیَکُنْ لَهُ تَعَبُّدُکَ وَ إِلَیْهِ رَغْبَتُکَ وَ مِنْهُ شَفَقَتُکَ [1].
وَ اعْلَمْ یَا بُنَیَّ أَنَّ أَحَداً لَمْ یُنْبِئْ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ کَمَا أَنْبَأَ عَنْهُ الرَّسُولُ صلی الله علیه وآله فَارْضَ بِهِ رَائِداً [2] وَ إِلَی النَّجَاهِ قَائِداً فَإِنِّی لَمْ آلُکَ [3] نَصِیحَهً. وَ إِنَّکَ لَنْ تَبْلُغَ فِی النَّظَرِ لِنَفْسِکَ وَ إِنِ اجْتَهَدْتَ مَبْلَغَ نَظَرِی لَکَ.
وَ اعْلَمْ یَا بُنَیَّ أَنَّهُ لَوْ کَانَ لِرَبِّکَ شَرِیکٌ لَأَتَتْکَ رُسُلُهُ وَ لَرَأَیْتَ آثَارَ مُلْکِهِ وَ سُلْطَانِهِ وَ لَعَرَفْتَ أَفْعَالَهُ وَ صِفَاتِهِ وَ لَکِنَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ کَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ لاَ یُضَادُّهُ فِی مُلْکِهِ أَحَدٌ وَ لاَ یَزُولُ أَبَداً وَ لَمْ یَزَلْ أَوَّلٌ قَبْلَ الْأَشْیَاءِ بِلاَ أَوَّلِیَّهٍ وَ آخِرٌ بَعْدَ الْأَشْیَاءِ بِلاَ نِهَایَهٍ عَظُمَ عَنْ أَنْ تَثْبُتَ رُبُوبِیَّتُهُ بِإِحَاطَهِ قَلْبٍ أَوْ بَصَرٍ فَإِذَا عَرَفْتَ ذَلِکَ فَافْعَلْ کَمَا یَنْبَغِی لِمِثْلِکَ أَنْ یَفْعَلَهُ فِی صِغَرِ خَطَرِهِ [4] وَ قِلَّهِ مَقْدِرَتِهِ وَ کَثْرَهِ عَجْزِهِ و عَظِیمِ حَاجَتِهِ إِلَی رَبِّهِ فِی طَلَبِ طَاعَتِهِ - وَ الْخَشْیَهِ مِنْ عُقُوبَتِهِ وَ الشَّفَقَهِ مِنْ سُخْطِهِ فَإِنَّهُ لَمْ یَأْمُرْکَ إِلاَّ بِحَسَنٍ وَ لَمْ یَنْهَکَ إِلاَّ عَنْ قَبِیحٍ.
یَا بنُیَ ّ إنِیّ قَد أَنبَأتُکَ عَنِ الدّنیَا وَ حَالِهَا وَ زَوَالِهَا وَ انتِقَالِهَا وَ أَنبَأتُکَ عَنِ الآخِرَهِ وَ مَا أُعِدّ لِأَهلِهَا فِیهَا وَ ضَرَبتُ لَکَ فِیهِمَا
[1] 3631.شفقتک: خوفک.
[2] 3632.الرائد: من ترسله فی طلب الکلأ لیتعرف موقعه، و الرسول قد عرف عن اللّه و أخبرنا فهو رائد سعادتنا.
[3] 3633.لم آلُکَ نصیحهً: أی: لم أقصّر فی نصیحتک.
[4] 3634.خطره: أی قدره.