وَ تَبَلَّغَتْ [1] بِمَا اکْتَسَبَتْهُ مِنَ الْمَعَاشِ فِی ظُلَمِ لَیَالِیهَا - فَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ اللَّیْلَ لَهَا نَهَاراً وَ مَعَاشاً وَ النَّهَارَ سَکَناً وَ قَرَاراً! وَ جَعَلَ لَهَا أَجْنِحَهً مِنْ لَحْمِهَا تَعْرُجُ بِهَا عِنْدَ الْحَاجَهِ إِلَی الطَّیَرَانِ کَأَنَّهَا شَظَایَا الْآذَانِ [2] غَیْرَ ذَوَاتِ رِیشٍ وَ لاَ قَصَبٍ [3] إِلاَّ أَنَّکَ تَرَی مَوَاضِعَ الْعُرُوقِ بَیِّنَهً أَعْلاَماً [4]. لَهَا جَنَاحَانِ لَمَّا یَرِقَّا فَیَنْشَقَّا وَ لَمْ یَغْلُظَا فَیَثْقُلاَ تَطِیرُ وَ وَلَدُهَا لاَصِقٌ بِهَا لاَجِئٌ إِلَیْهَا یَقَعُ إِذَا وَقَعَتْ وَ یَرْتَفِعُ إِذَا ارْتَفَعَتْ لاَ یُفَارِقُهَا حَتَّی تَشْتَدَّ أَرْکَانُهُ وَ یَحْمِلَهُ لِلنُّهُوضِ جَنَاحُهُ وَ یَعْرِفَ مَذَاهِبَ عَیْشِهِ وَ مَصَالِحَ نَفْسِهِ فَسُبْحَانَ الْبَارِئِ لِکُلِّ شَیْءٍ عَلَی غَیْرِ مِثَالٍ خَلاَ مِنْ غَیْرِهِ [5]!.
الخطبه 156
موضوع الخطبه
و من کلام له علیه السلام
متن الخطبه
خاطب به أهل البصره علی جهه اقتصاص الملاحم
فَمَنِ اسْتَطَاعَ عِنْدَ ذَلِکَ أَنْ یَعْتَقِلَ نَفْسَهُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلْیَفْعَلْ فَإِنْ أَطَعْتُمُونِی فَإِنِّی حَامِلُکُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَلَی سَبِیلِ الْجَنَّهِ وَ إِنْ کَانَ ذَا مَشَقَّهٍ شَدِیدَهٍ وَ مَذَاقَهٍ مَرِیرَهٍ.
وَ أَمَّا فُلاَنَهُ فَأَدْرَکَهَا رَأْیُ النِّسَاءِ وَ ضِغْنٌ غَلاَ فِی صَدْرِهَا کَمِرْجَلِ [6] الْقَیْنِ [7] وَ لَوْ دُعِیَتْ لِتَنَالَ مِنْ غَیْرِی مَا أَتَتْ إِلَیَّ لَمْ تَفْعَلْ وَ لَهَا بَعْدُ حُرْمَتُهَا الْأُولَی وَ الْحِسَابُ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی.
[1] 1910.تَبَلّغَتْ: اکتفت أو اقتاتت.
[2] 1911.شظایا - جمع شظیّه - کعطیّه -: و هی الفلقه من الشیء، أی کأنها مؤلفه من شقق الآذان.
[3] 1912.القَصَبه: عمود الریشه أو أسفلها المتصل بالجناح. و قد یکون مجردا عن الزّغب فی بعض الحیوانات مما لیس بطائر، کبعض أنواع القنفذ و الفیران.
[4] 1913.أعلاما: رسوما ظاهره.
[5] 1914. «خلا من غیره»: تقدّمه من سواه فحاذاه.
[6] 1915.المِرْجَل: القدر.
[7] 1916.القَیْن - بالفتح - الحداد.