الوفاء
والإيفاء القيام بمقتضى العقد والعهد ، والعقد العهد الموثّق المشدّد بين اثنين ،
فكلّ عقد عهد دون العكس ، لعدم لزوم الشدّة والاثنينيّة ، وفي الكشاف العقد العهد
الموثّق ، وهي عقود الله الّتي عقدها على عباده وألزمها إيّاهم من مواجب التكليف
إلخ ، ويحتمل كون المراد العقود الشرعيّة الفقهيّة ولعلّ المراد أعمّ من التكاليف
والعقود الّتي بين الناس وغيرها كالأيمان ، والإيفاء بالكلّ واجب فالآية دليل على
وجوب الكلّ فمنها يفهم أنّ الأصل في العقود اللزوم.
(أُحِلَّتْ لَكُمْ
بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ) يحتمل أن تكون إشارة إلى بعض تفصيل العقود ، قاله في
الكشاف ، فالايفاء بمثل الواجب هو اعتقاد حلّ أكلها ، ووجوبه مع الحاجة ، ويحتمل
أن يكون المراد إباحة أكل لحمها أو مطلق الانتفاع بها قيل البهيمة كلّ حيّ لا تميز
له ، وقيل كلّ ذات أربع ، وإضافتها إلى الأنعام للبيان : أي البهيمة من الأنعام ،
وهي الأزواج الثمانية ، والحق بها الظباء وبقر الوحش وحماره ، وقيل هي المراد
بالبهيمة وهذا تخصيص غير واضح ، فإنّ الظاهر شمولها لجميع ذوات الأربع أو كلّ حيّ
لا تميز له ، ولا يبعد إرادة ذلك من الأنعام أيضا ويكون ذكرها للتأكيد كما يفهم من
مجمع البيان.
فتدلّ على
إباحة كلّ ذلك ، مثل الحمار والفرس والبغل وغيرها ، ويخرج ما علم تحريمه بدليله ،
مثل (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ
الْمَيْتَةُ) ويؤيّد العموم قوله (إِلَّا ما يُتْلى
عَلَيْكُمْ) أي إلّا الّذي يتلى عليكم آية تحريمه أو محرّم ما يتلى
عليكم ، كقوله