أي إذا أردتم
الصلاة ـ مثل فإذا قرأت القرآن ـ فصلّوا فالذكر بمعنى الصلاة أو بمعناه ، ولكن بأن
تصلّوا له ، وهو في القرآن كثير ، فحال الخوف صلّوا مهما أمكنكم على أيّ وجه يمكن
قياما وقعودا ونحو ذلك ، ويحتمل أن تكون إشارة إلى صلاة القادر والعاجز أي صلّوا
قياما إذا كنتم أصحّاء ، وقعودا إذا كنتم مرضى لا تقدرون على القيام وعلى جنوبكم
إذا لم تقدروا على القعود ، وقال في مجمع البيان [٣] عن ابن مسعود وروي عن ابن عباس أنّه قال عقيب تفسير
الآية لم يعذر الله أحدا في ترك ذكره إلّا المغلوب على عقله ، وقد روي في أخبارنا
أيضا هذا المعنى للآية ويفهم الترتيب بين القيام والقعود والجنوب في الصلاة ، ولم
يعلم الترتيب بين الجنين والاستلقاء ويحتمل إرادة الكلّ من الجنوب من غير ترتيب ،
أو مع الترتيب ولعلّ في الرواية إشارة إليه كما صرّح به بعض الأصحاب ، ولا شكّ
أنّه أحوط وكأنّه يؤيّد إرادة الصلاة ، ولكن يشعر بحال الخوف ، قوله (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ) يعني في وقت عدم الاطمئنان صلّوا على قدر ما تتمكّنون
منه من القيام والقعود والجنوب ، فإذا اطمأننتم وقدرتم على أن تقيموها بأركانها
المعتبرة حال القدرة فأقيموا الصلاة أي صلّوها بحدودها وحافظوا على أركانها
وشرائطها كملا كما هي
[١] موضعان : الأول
في طريق البصرة قريب من المدينة ، والثاني قريب من النخيل بين السعد والشقرة وبئر
أرما على ثلاثة أيام من المدينة ، راجع شرح ذلك في كنز العرفان ج ١ ص ١٨٩.