الرجال جمع
راجل ، مثل تجار وصيام وقيام والراجل هو الكائن على رجله واقفا كان أو ماشيا ،
والرّكبان جمع راكب كالفرسان جمع فارس ، وكلّ شيء علا شيئا فقد ركبه ، فرجالا حال
، والتقدير فصلّوا رجالا يعني إن خفتم من عدوّ أو سبع أو غرق ونحوها ولم يمكنكم
الصلاة تامّة الأفعال والشروط كما هي المقرّرة حال الأمن ، فصلّوا رجالا على
أرجلكم وعلى أيّ هيئة يمكنكم ماشين أو واقفين إلى القبلة وغيرها بالقيام والركوع
والسجود ، إن أمكن وإلّا فبالنيّة والتكبير والتشهّد والتسليم ، يعني تتعمّدوا
المقدور من الهيئة أو على ظهور دوابّكم على أيّ جهة يتوجّه ولو تمكّن من القبلة
فيها ، وإلّا فمهما أمكن ، وبالجملة في الآية الشريفة إشارة إلى صلاة الخوف على
طريق الإجمال ، والتفصيل مذكور في الكتب الفقهيّة مع أدلّتها.
وفي مجمع
البيان [٣] إنّ عليّا عليه الصلاة والسلام صلّى ليلة الهرير خمس
صلوات بالإيماء ، وقيل بالتكبير ، وإنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله صلّى يوم الأحزاب إيماء (فَإِذا أَمِنْتُمْ) من الخوف (فَاذْكُرُوا اللهَ) أي فصلّوا صلاة الأمن ، وقيل اذكروا الله بالثناء عليه
، والحمد له شكرا للخلاص من الخوف والعدوّ ، فكأنّه الأولى لظهور الذكر فيه ولفهم
صلاة الأمن من قبيله بقوله (فَإِذَا
اطْمَأْنَنْتُمْ) الآية ، فدلّت على استحباب الذكر شكرا لله على دفع
الألم أو الخوف (كَما عَلَّمَكُمْ) أي الذكر مثل ما علّمكم من الشرائع وكيفيّة صلاة الخوف
والأمن وغيرها ، أو شكرا يوازي نعمة ، فما موصولة أو مصدريّة ، و (ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) مفعول علّمكم ، وما موصولة أو