responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 5  صفحه : 290

أنفسهم، و سمى من فعل ما تدعون اليه سرفا، و في غير آية من كتاب الله عز و جل يقول: «إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» فنهاهم عن الإسراف، و نهاهم عن التقتير[1] لكن أمر بين أمرين لا يعطى جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له للحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه و آله: ان أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعائهم، رجل يدعو على والديه، و رجل يدعو على غريم ذهب له بمال فلم يكتب عليه و لم يشهد عليه و رجل يدعو على امرأته و قد جعل الله عز و جل تخلية سبيلها بيده. و رجل يقعده في بينه و يقول: رب ارزقني و لا يخرج و لا يطلب الرزق، فيقول الله عز و جل له: عبدي ألم أجعل لك السبيل الى الطلب و الضرب في الأرض بجوارح صحيحة، فتكون قد أعذرت فيما بيني و بينك في الطلب لاتباع أمري، و لئلا يكون كلا على أهلك، فان شئت رزقتك و ان شئت قترت عليك و أنت معذور عندي، و رجل رزقه الله عز و جل مالا كثيرا فأنفقه ثم أقبل يدعو يا رب ارزقني فيقول الله عز و جل: أ لم أرزقك رزقا واسعا فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك و لم تسرف كما نهيتك عن الإسراف، و رجل يدعو في قطيعة رحم.

ثم علم الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و آله كيف ينفق، و ذلك انه كان عنده أوقية[2] من الذهب فكره أن يبيت عنده فتصدق بها فأصبح و ليس عنده شي‌ء، و جاء من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل و اغتم هو حيث لم يكن عنده شي‌ء و كان رحيما رفيقا صلى الله عليه و آله: فأدب الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و آله و سلم بأمره فقال: «وَ لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى‌ عُنُقِكَ وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً» يقول: ان الناس قد يسألونك و لا يعذرونك، فاذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت خسرت من المال، فهذه أحاديث رسول الله صلى الله عليه و آله يصدقها الكتاب، و الكتاب يصدق أهله من المؤمنين‌

، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

62- في كتاب علل الشرائع باسناده الى أبى بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام كان رسول الله صلى الله عليه و آله يتعوذ من البخل؟ فقال: نعم يا با محمد في كل صباح و


[1] قتر فلان على عياله اى ضيق عليهم في النفقة.

[2] الاوقية: سبعة مثاقيل.

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 5  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست