27- في أصول الكافي على بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسين
بن زيد عن الحسن بن على بن أبي حمزة عن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله عز و
جل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل عليه السلام في أول ساعة من يوم
الجمعة فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة الى السماء الدنيا و أخذ من
كل سماء تربة، و قبض قبضة اخرى من الأرض السابعة العليا الى الأرض السابعة القصوى
فأمر الله عز و جل كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه و القبضة الاخرى بشماله، ففلق
الطين فلقتين فذرا من الأرض ذروا[1] و من
السموات ذروا، فقال للذي بيمينه: منك الرسل و الأنبياء و الأوصياء و الصديقون و
المؤمنون و السعداء و من أريد كرامته، فوجب لهم ما قال كما قال، و قال للذي
بشماله:
منك الجبارون و
المشركون و الكافرون و الطواغيت و من أريد هوانه و شقوته، فوجب لهم ما قال كما
قال، ثم ان الطينتين خلطتا جميعا،
و الحديث طويل أخذنا منه
موضع الحاجة.
28- في تفسير على
بن إبراهيم حديث طويل عن العالم عليه السلام و فيه ثم قال الله تبارك و
تعالى: للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا له فأخرج إبليس ما كان في قلبه من الحسد فأبى
أن يسجد، فقال الله عز و جل: «ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ
قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ»، قال الصادق
عليه السلام: فأول من قاس إبليس و استكبر و الاستكبار هو أول معصية عصى الله بها،
قال: فقال إبليس: يا رب اعفنى من السجود لادم و انا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك
مقرب و لا نبي مرسل، فقال الله تبارك و تعالى:
لا حاجة لي الى عبادتك
انما أريد ان اعبد من حيث أريد لا من حيث تريد فأبى ان يسجد فقال الله تبارك و
تعالى: «فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى
يَوْمِ الدِّينِ» فقال إبليس:
يا رب فكيف و أنت
العدل الذي لا تجور فثواب عملي بطل؟ قال: لا و لكن سلني من أمر الدنيا ما شئت
ثوابا لعملك أعطيك، فأول ما سأل البقاء الى يوم الدين، فقال الله: قد أعطيتك،
فقال: سلطنى على أولاد آدم، قال: سلطتك، قال: أجرني فيهم مجرى الدم في العروق
[1] الفلق: الشق و الفصل. و الذرو: الاذهاب و
التفريق.