فأنت تعلمها «وَ لا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ» يقول: لأنك
احتجبت من خلقك بذلك الحرف فلا تعلم أحد ما في نفسك.
446- في تفسير على
بن إبراهيم حدثني ابى عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن النعمان عن ضريس عن ابى جعفر
عليه السلام في قوله: هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ
صِدْقُهُمْ قال: إذا كان يوم القيامة و حشر الناس للحساب فيمرون بأهوال
يوم القيامة فلا ينتهون الى العرصة حتى يجهدوا جهدا شديدا، قال: فيقفون بفناء
العرصة و يشرف الجبار عليهم و هو على عرشه، فأول من يدعى بنداء يسمع الخلايق
أجمعين ان يهتف: باسم محمد بن عبد الله النبي القرشي العربي قال: فيتقدم حتى يقف
على يمين العرش قال ثم يدعى بصاحبكم على عليه السلام فيتقدم حتى يقف على يسار رسول
الله صلى الله عليه و آله و سلم، ثم يدعى بامة محمد فيقفون على يسار على عليه
السلام ثم يدعى بنبي نبي و أمته معه من أول النبيين الى آخرهم و أمتهم معهم،
فيقفون عن يسار العرش قال ثم أول من يدعى للمسائلة القلم قال: فيتقدم فيقف بين يدي
الله في صورة الآدميين فيقول الله هل سطرت في اللوح ما ألهمتك و امرتك به من
الوحي؟ فيقول القلم نعم يا رب قد علمت انى قد سطرت في اللوح ما ألهمتك و امرتك به
من الوحي؟ فيقول القلم نعم يا رب قد علمت انى قد سطرت في اللوح ما أمرتني و
ألهمتني به من وحيك فيقول الله فمن يشهد لك بذلك؟ فيقول. يا رب و هل اطلع على
مكنون سرك خلق غيرك؟ قال فيقول الله: أفلجت[1]
حجتك، قال، ثم يدعى باللوح فيتقدم في صورة الآدميين حتى يقف مع القلم، فيقول له:
هل سطر فيك القلم ما ألهمته و أمرته به من و حيي فيقول اللوح نعم يا رب و بلغته
إسرافيل فيتقدم إسرافيل مع القلم و اللوح في صورة الآدميين فيقول الله: هل بلغك
اللوح ما سطر فيه القلم من و حيي؟
فيقول: نعم يا رب و
بلغته جبرئيل فيدعى لجبرئيل فيتقدم حتى يقف مع إسرافيل فيقول الله له هل بلغك
إسرافيل ما بلغ؟ فيقول: نعم يا رب و بلغته جميع أنبيائك و أنفذت إليهم جميع ما
انتهى الى من أمرك و أديت رسالاتك الى نبي نبي و رسول رسول، و بلغتهم كل وحيك و
حكمتك و كتبك، و ان آخر من بلغته رسالتك و وحيك و حكمتك و علمك و كتابك و كلامك
محمد بن عبد الله العربي القرشي الحرمي حبيبك، قال ابو جعفر عليه السلام